استحوا هل تبقى غزّة لوحدها؟

آراء 2023/10/25
...






 أ.د عامر حسن فياض

إن الإبادة لا تمحو الانتصار، والرد الناري هو الرد الوحيد، الذي يزيل الاحتلال أس الصراع في المنطقة. ولا انتهاء بل بداية ولا فناء بل بقاء لشعب ثائر، نعم سينتصر الدم على السيف، طالماً ان طوفان الأقصى ليس حربا تنتهي باتفاق سلام، بل إنه بداية حركة تحرر وطني لا تنتهي دون تحقيق هدف حركة التحرر الوطني الفلسطيني، المتمثل بإزالة الاحتلال وإن المقاوم في هذه الحركة لا خشية عليه في المطاولة، لان المطاولة في المقاومة هي ملاذ من لا يريد أن يموت دون أن يستشهد، ولا يستطيع أن يتنفس دون مقاومة

على مرأى العالم برمته وبدم بارد تحصل المحارق كل يوم، والمجازر كل ساعة، وبايدن يكذب وقادة الغرب الأوروبي يتقاطرون على المنطقة، ليقولوا نحن ندعم إسرائيل وعلى الأخيرة أن تستمر بالتدمير. لقد انتهت دعواتهم للتفاوض والسلام، ولا نسمع منهم اليوم، سوى أن الحل هو قتل الفلسطينيين إن لم يرحلوا عن فلسطين.

أول الأمر أنهم يريدون تحويل القضية الفلسطينيَّة من قضية سياسية إلى قضية انسانية لكنهم اليوم يستكثرون على الفلسطينيين هذا (العطف) الإنساني وتخلوا عنه، واستبدلوه بقصف عدواني وحشي وبتدمير ممنهج لإبادة كل ماهو فلسطيني بشر وحجر وغذاء وماء وكهرباء حتى الرموز، حيث أصبحت الكوفية الفلسطينيَّة الرمز الذي لا يتحملون رؤيته.

نعم ليس هناك من محرمات عند العدو الصهيوني الأمريكي وهذا لا يوجعنا بقدر وجع اسمه السكوت الرسمي العربي الإسلامي عن الوحشية الهائلة للكيان الصهيوني وحلفائه وشركائه، الذين يسرحون ويمرحون في قصور معظم القادة الرسميين للعرب والمسلمين.

 إن الولايات المتحدة الأمريكيَّة ستغرق قبل إسرائيل كلما طالت أيام طوفان الأقصى. ويكفي غزّة أن تفعل فعل مقاوم وترسل رسائل نار كل من هو خارج فلسطين ضد شركاء هذا الكيان الفاشي، وفلسطين ليست بحاجة إلى دموع العرب والمسلمين، فمتى يستحي العرب والمسلمون؟ نعم عليهم أن يستحوا لأنهم غير فلسطينيين، وكما اعجب الجميع بالمقاوم الفيتنامي حتى الآن، فإن الفلسطيني سيكسر كل الأرقام القياسيَّة في الإعجاب، وسيتمنى كل إنسان في العالم لو كان فلسطينياً. ففي فلسطين ليس هناك قتلى بل شهداء، وفيها مقاومون وليس إرهابيين، وفيها صمود اسطوري ضد التهجير ومؤامرات الوطن البديل.

لايمكن أن تبقى غزّة تقاتل لوحدها، وتحظى لوحدها بموت كريم، وأكفانهم سقوف بيوتهم ومساجدهم وكنائسهم ومستشفياتهم، ولما كان بنك أهداف جيش الاحتلال الصهيوني كل شيء في غزّة، ينبغي أن يكون بنك أهداف شريان المقاومة من طهران إلى غزّة كل شيء في مدن الكيان ومستوطناته المغتصبة. لأن طوفان الأقصى سجل للفلسطيني شرف منح العرب والمسلمين وكل أحرار العالم النزوح إلى فلسطين المحتلة، ليتعلموا الحرية وإدارة الأحرار من أهل فلسطين وقادة مقاومتهم.

وتحت العنوان الوطني والعربي والإسلامي والإنساني، حصل طوفان الأقصى مغادراً السلام المذل مع بعض دول الطوق لفلسطين المحتلة، ومغادراً السلام المجاني مع بعض دول ما بعد الطوق لفلسطين، ومغادر السلام الوهمي، الذي روّجته أفواه حكام دول الرأسمالية الغربية المتوحشة.

إن الإبادة لا تمحو الانتصار، والرد الناري هو الرد الوحيد، الذي يزيل الاحتلال أس الصراع في المنطقة. ولا انتهاء بل بداية ولا فناء بل بقاء لشعب ثائر، نعم سينتصر الدم على السيف، طالماً ان طوفان الأقصى ليس حربا تنتهي باتفاق سلام، بل إنه بداية حركة تحرر وطني لا تنتهي دون تحقيق هدف حركة التحرر الوطني الفلسطيني، المتمثل بإزالة الاحتلال وإن المقاوم في هذه الحركة لا خشية عليه في المطاولة، لان المطاولة في المقاومة هي ملاذ من لا يريد أن يموت دون أن يستشهد، ولا يستطيع أن يتنفس دون مقاومة. 

اخيراً نقول:

- للغرب الأمريكي الأوروبي الغربي لا لتجريم التضامن مع فلسطين.

- للعرب أن ما يحصل في غزّة والأرض الفلسطينيَّة المحتلة ليس قضية قومية عروبية، بل هي حركة تحرر وطني فلسطيني عليهم التضامن معها والمشاركة في دعمها.

-  للمسلمين ان مايحصل ليس قضية دينية اسلامية بل هي قضية تحرر وطني فلسطيني، فإن كنتم مسلمين عليكم التضامن معها والمشاركة في دعمها.

-  لإحرار العالم أنها قضية تحرر وطني، وعندما لا تتضامنون معها وما لم تدعموها تنتفي عنكم صفة الأحرار.

- الرأي العام العالمي المتضامن مع فلسطين أن عدم تضامنكم، سيكون ضارًا، وإن تضامنكم سيكون غير نافع، لأن هذه المرة غير مرات سبقتها لأنها مرة مقاومة وحركة التحرر الوطني التي عرفناها هي حركة مقاومة.