«البترول} يتأرجح نتيجة توترات المنطقة والحرب الروسية الأوكرانية

اقتصادية 2023/10/25
...

 بغداد: حيدر فليح الربيعي


رجح مختصون في الطاقة، حصول ارتفاعات في أسعار البترول خلال الفترات المقبلة، عازين سبب ذلك إلى التوترات الأمنية التي تشهدها المنطقة، واستمرار المعارك الروسية الأوكرانية فضلاً عن تراجع الإمدادات إلى أوروبا، وفي حين أشاروا إلى أن دول أوبك قد لا ترغب كثيراً بحصول طفرات سعرية كبيرة، أكد خبراء اقتصاد على ضرورة استغلال الوفرة المالية المتحققة جرَّاء بيع البترول لإنشاء مشاريع استثمارية ستراتيجية في مختلف المجالات.

وتطابقت ترجيحات الخبراء مع ما ذهبت إليه لجنة النفط والطاقة والغاز البرلمانية، التي توقعت ارتفاع أسعار الذهب الأسود إلى حدود 150 دولاراً في الأسواق العالمية خلال الشهرين المقبلين، متأثرة بالأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط.

وشهدت الأسواق العالمية يوم أمس الثلاثاء، معاودة ارتفاع أسعار النفط خلال التعاملات المبكرة في آسيا، لتعوض بعض خسائر اليوم السابق مع استمرار قلق المستثمرين بشأن الحرب الدائرة في غزة.

وعلى الرغم من الانعكاسات الإيجابية التي يمكن أن يحدثها ارتفاع أسعار البترول عالمياً والمتمثلة بزيادة العوائد المالية للبلاد، بيد أن الخبير النفطي، حمزة الجواهري، يرى خلال حديثه لـ”الصباح” أن “دول أوبك قد لا تريد حصول ارتفاعات كبيرة في أسعار الذهب الأسود، عازياً ذلك إلى تخوفها من اعتماد الدول المستهلكة على الطاقات البديلة ودخولها إلى الأسواق العالمية نتيجة ارتفاع النفط” لافتاً إلى “وجود ستراتيجية لدى الدول المنتجة، تدعو إلى المحافظة على استقرار أسواق البترول العالمية، وأن تكون الأسعار منصفة للطرفين، المنتج والمستهلك» .

وأوضح الجواهري، أن “أسعار النفط، وفي ظل الأوضاع التي تشهدها المنطقة، واستمرار الصراع بين روسيا وأوكرانيا، قد تشهد ارتفاعات لكن ليست كبيرة، مؤكداً أن أوبك سيكون لها دور بارز في كبح هذا الارتفاع، وان جميع دول العالم تقف بالضد من زيادة أسعار النفط» .

وعلى العكس من الرأي السابق، أشار الخبير النفطي، الدكتور إحسان العطار، إلى أن وجود جملة من العوامل يمكن أن تؤثر بمستويات أسعار النفط عالمياً، واضعاً في مقدمة تلك العوامل، ظهور مكامن جديدة للبترول، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة العرض، فضلاً عن العوامل السياسية والأمنية وإغلاق بعض الممرات الستراتيجية في نقل البترول، مما يُسهم بشكل كبير في اتساع حجم الطلب وبالتالي ارتفاع الأسعار.

ولفت العطار، إلى أن اختلال الأوضاع الأمنية، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع كلف التأمين على الناقلات النفطية، وهو من العوامل المباشرة في زيادة أسعار الذهب الأسود، مؤكداً أن من بين المؤشرات التي تدلل على إمكانية استمرار ارتفاع أسعار البترول في الأسواق العالمية، هو تواصل الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا وتراجع الإمدادات إلى القارة العجوز رغم دخولها بفصل الشتاء» .

في غضون ذلك، توقعت عضو لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية البرلمانية، زينب جمعة الموسوي، ارتفاع أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية خلال الشهرين المقبلين» .

وقالت النائب الموسوي في بيان صحفي تلقته “الصباح” إن “ أسواق النفط العالمية تتأثر بشكل سريع بمتغيرات الأوضاع في الدول المختلفة وتحديداً منطقة الشرق الأوسط، محددة عاملين قد يُسهمان بارتفاع الأسعار، يتمثل الأول بأوضاع المنقطة في الشرق الأوسط والناجم عن العدوان الصهيوني على غزة، فضلاً عن التخفيض الطوعي لدول الإنتاج منها روسيا 

والسعودية والعراق» .

وأضافت الموسوي: العاملان قد يؤثران في قطاع النفط عالمياً ويرفعان الأسعار إلى أكثر من 150 دولاراً للبرميل الواحد، مما يحقق فائضاً مالياً في الموازنة الاتحادية يؤدي بالنتجة إلى مغادرة حانة العجز المالي في البلاد» .