المرض النفسي.. هل هو نتاجٌ للمرض الاجتماعي؟

منصة 2023/10/26
...

ترى نظريات سايكولوجيَّة وجوديَّة أنَّ الأمراض النفسيَّة هي نتيجة الأمراض الاجتماعيَّة، وأنَّ الاضطرابات الفرديَّة ليست أكثر من مجرد أعراضٍ لاضطرابات عامَّة في المجتمع. يدللون على ذلك بأنَّ الأوضاع الاقتصاديَّة في السنوات الأخيرة تقدمُ بياناتٍ عن صحة نظرياتهم، إذ أشارت التقارير الى أنَّه كلما ارتفعت البطالة كلما زاد عددُ المراجعين للمستشفيات العقليَّة، وحالات الانتحار، وحالات الموت الناتجة عن الضغوط النفسيَّة مثل أمراض القلب والكبد.
وشخّصت هذه النظريات الوجوديَّة الحديثة نسبياً، العديدَ من الأمورِ غير العادلة في المجتمع من قبيل الفقر، والتمييز ضد الأقليات، والمرأة، وانعدام وجود احترامٍ أو دورٍ تليق بالمسنين.
فضلاً عن العديد من حالات التحريض الحضاري والاستفزاز النفسي. ولهذه الأسباب وأسباب أخرى، فإنَّه من غير المدهش - كما يرى هؤلاء المنظّرون - إذا ما تصرف فقيرٌ، أو غير متعلمٍ، أو عاطلٌ، أو مراهقٌ، بشكلٍ شاذٍ أو «قاسٍ»  أو إذا ما انزوت امرأة وحيدة بعمر الثمانين ووقعت أسيرة الكآبة. وعليه فإنَّه ليس من المجدي، كما يرون، أنْ نشغل أنفسنا في البحث عن أسباب الاضطرابات النفسيَّة في داخل من يعاني منها، فالأسباب اجتماعيَّة وهي مكشوفة وواضحة.
 ويصرون على أنَّ الاضطراب النفسي الذي يعاني منه الفرد ما هو إلا انعكاسٌ للمشكلات الاجتماعيَّة بمداها الواسع، ولا علاقة له بالتكوين العقلي أو النفسي أو الجسدي للفرد،
كما يرون.

أنت عزيزنا القارئ، ماذا ترى؟