{قلعة برقوق} في غزة تقاوم حروب الغزاة

ثقافة شعبية 2023/11/02
...

  متابعة: ثقافة شعبية


تعدُّ واحدة من أهم قلاع المماليك البرجية في فلسطين، وتقع في خان يونس جنوب قطاع غزة، الذي يتعرض الآن الى ابشع حرب مدمرة ضد الأبرياء العزل في غزة، بل وتقصد العدوان الإسرائيلي الى النيل من البشر والحجر خصوصا الأمكنة  التراثية التي يزخر بها القطاع ومنها "قلعة برقوق".

ويعود تاريخ القلعة التي تبعد مسافة 20 كم عن الحدود الفلسطينية المصرية وتتوسط مدينة خان يونس، وتبلغ مساحتها نحو 16 دونما الى العام 1387 للميلاد، إذ بناها الأمير يونس بن عبد الله النورزي الداودار بناء على طلب أحد سلاطين العصر العربي الإسلامي المملوكي ومؤسس دولة المماليك البرجية أبي سعيد برقوق، وذلك لتكون مركزا يتوسط الطريق بين دمشق والقاهرة يتخذه التجار والمسافرون للراحة والتزود بما يلزمهم من حاجيات في تلك الرحلة الطويلة بين أكبر مدينتين في دولة المماليك البرجية حينها، بالإضافة إلى الاحتماء من اللصوص وقطّاع الطرق. 

اتخذت القلعة شكلا مربعا، وتتخذ زواياه أربع نقاط رئيسة من البناء تشير كل زاوية إلى جهة من الجهات الأربع.

وتدعم هذه الزوايا أبراج دائرية، ولا تزال بقايا البرج الجنوبي الغربي باقية إلى الآن. 

وتتألف القلعة من طابقين ومسجد للصلاة.

وجاءت تسمية مدينة خان يونس بهذا الاسم من كلمة "خان" التي تعني "القلعة" أو "السوق"، أما "يونس" فهو اسم الأمير يونس الذي بناها.

وعرفت المنطقة قبل تأسيس المدينة باسم "جينيسوس" كما ذكر المؤرخ اليوناني الشهير هيرودوتس خلال القرن الخامس قبل الميلاد.

والخان حاليا شبه مهدم فيما عدا القسم الأمامي منه والذي يحتوي على الواجهة مع البوابة أو المدخل الرئيسي والمسجد ومئذنته، ولا تزال الجدران وبعض الأبراج باقية.

ويعدُّ المسجد جزءا أساسيا من القلعة ويقع على يسار البوابة الرئيسية ويتكون من طابقين، وله بوابتان وعلى كل بوابة عتبة رخامية، كما أنه يوجد نص منقوش ومحفور في المبنى بين المدخلين، أما الطابق العلوي فيكاد يكون كله مهدما. 

ويحتوي سطح القلعة على فتحات لإطلاق القذائف من المدافع.

القلعة تشكل أثرا مهما لكنه في حالة خطيرة للغاية نتيجة سقوط جزء كبير من المسجد منذ وقت، ولم يتبق من القلعة سوى السور الأمامي والمئذنة التي تم ترميمها، أما الجدار الخلفي من القلعة فقد دمر أو أزيل تماما. 

وشهدت القلعة معركة كبيرة بين العثمانيين والمماليك على السلطة وأصاب القلعة بعض الدمار جراء هذه المعارك، كما أنها تعرضت للتدمير والتخريب أثناء الحملة الفرنسية على مصر والشام عام 1798 حيث ضربتها المدافع الفرنسية من البحر.

وبقيت القلعة حصنا منيعا في الحرب العالمية الأولى عام 1917، حين دمرت الزوارق البريطانية العديد من مبانيها. 

وظل ديدن الاحتلال القضاء على المقاومة في قطاع غزة الذي كان يقع تحت الإدارة المصرية، لذلك فقد ضربه بعنف، وقتل المئات من الفلسطينيين على أبواب هذه القلعة دون تمييز بين الرجال والنساء والأطفال. 

وما زال العدوان الإسرائيلي يسعى بشكل مسعور الى القضاء على ما تبقى من رموز أثرية في فلسطين، لكن ستبقى قلعة برقوق وبقية الماكن الأثرية، صامدة رغم مرور الزمن والغزاة ومحاولة طمسها من الجغرافية والتاريخ.