كولر غالب الداوودي
التكنولوجيا في خدمة المؤسسات الطبيّة، هكذا عبَّر مجموعة من المهندسين الشباب عن ابتكاراتهم الجديدة في مجال هندسة تقنيات الأجهزة الطبية، هذه الابتكارات تتعلق بعلاج المرضى وبعض منها يتعلق في مجال طب الأسنان ويساعد الأطباء والملاكات الصحيَّة في معالجة الحالات الصعبة في المناطق البعيدة عن المستشفيات أو تحت الظروف القاهرة والأزمات.
هؤلاء الشباب يعتقدون أنَّ مجــــــــال عملهم مهم ويحتاج إلى دعم من المؤسسات المعنيـــــة في مجال الابتكارات، فهم يعـــــتبرون متميزين في هذا الجيـــــــل الذي يعبر عن طاقات شابة واعتمادهم على أنفسهم في صنع هذه الابتكارات .
تقييم ممتاز
تحدثت لـ (الصباح)، الأستاذة رفاد السعدون (28 عاماً) ماجستير هندسة من محافظة بابل، وقالت: إنَّ تقييمي الخاص للابتكارات هو ممتاز لكونهم قاموا بابتكار وتطوير أجهزة طبيّة وهم ما زالوا طلاباً في المرحلة الرابعة.
وأوضحت أنَّ "قسم الأجهزة الطبيَّة تخصص واسع يجمع بين قياس الوظائف الحيويّة ودراسة الاجهزة الطبيّة المستخدمة في التصوير والمعالجة، وتصميمها في قسم الأجهزة، وفي كلية الحلة الجامعة العديد من الطلبة الذين ابتكروا وصمموا اجهزة بمجالات متعددة وباستخدام مواد ذات تكلفة أقل وبمساعدة
أساتذتهم.
ابتكارات مهمة
وذكرت الأستاذة رفاد أنَّ "هذه الابتكارات لها فوائد عديدة، منها تصميم أجهزة تخدم العلم بمواد بسيطة وتشجع الطلبة على الابتكار، وتطبيق اختصاصهم عمليَّاً، كما يمكن تطوير هذه الاجهزة لتخدم القطاع الصحي والطبي على صعيد العالم وليس فقط في العراق".
تستمر رفاد بالقول: إنَّ "عملية تصميم وصناعة الاجهزة يتم داخل مختبرات الكلية في الحلة بالجامعة في ورشها وبمشاركة الطلبة والاساتذة وبدعم من عمادة كلية الحلة الجامعة الأهلية، وقد تمكن الطلبة من صنع اجهزة مثل (عداد كايكر والحاضنة وجهاز التعقيم وجهاز تحكم في الاوكسجين وجهاز وحدة الأسنان المتنقلة) وغيرها من الاجهزة. مشيرة إلى أن "المؤسسات التي تدعم المبتكرين هي ذاتها كلية الحلة الجامعة". متمنية أن "يكون هناك مؤسسات تدعم الطلاب والمبتكرين".
تطور العلم
وعن اكتساب الخبرات والمهارات من مصادر مختلفة عربيَّة أو أجنبيّة قالت: إنَّ العلم في تطور مستمر، ونتيجة التطور هو تبادل أفكار وخبرات واكتساب مهارات ولا بأس بتبادل هذه الخبرات والمهارات.
بينما ذكرت رفاد أنَّ "أحد الطلاب الذين قاموا بتطوير جهاز مفيد وهو منظومة الاوكسجين، وهذا الجهاز يكون عادةً مربوط في القطاعات الصحيَّة بوجود أحد المعاونين الطبيين لزيادة أو إنقاص مستوى الاوكسجين أو فتح الاوكسجين أو غلقه حسب حاجة المريض، وقد قام أحد الطلاب بصنع جهاز يعمل فيما إذا حدث نقص في الاوكسجين عند المريض الراقد في المستشفى، إذ سيفتح الاوكسجين للمريض تلقائياً من خلال سلسلة تكون مربوطة بأصبع المريض، ومن خلالها يتمُّ قياس نسبة الاوكسجين في حال هبوط الاوكسيجين مباشرة سيقوم بفتح الاوكسجين للمريض".
وبيّنت أن "هذا العمل يختصر الكثير من الوقت ويختزل عدد المعاونين الطبيين أو عدد الأشخاص العاملين على فتح أو غلق منظومة الاوكسجين في حال احتياج المريض لها، وكذلك في حال عودة الاوكسجين إلى المستوى الطبيعي المطلوب يغلق الاوكسجين تلقائياً".
المخترعون
من طلاب قسم هندسة التقنيات للأجهزة الطبيّة الطالبة جيهان رضا جواد (21 عاما)، في كلية الحلة من بابل، قالت: بداية المشوار الجامعي كان اختيار القسم من أهم الأمور الضروريَّة عند كل الطلاب، وان قسم هندسة تقنيات الأجهزة الطبيَّة من أهم الأقسام الطبيَّة.
وذكرت جيهان أنَّ "فرص عمل المهندس الطبي عالية في السنوات المقبلة حسب التقديرات والدراسات، فهناك حاجة إلى ايجاد بدائل حيويَّة لأعضاء واجهزة الإنسان، ويكون على المهندسين الطبيين توظيف المبادئ البيولوجية الحديثة في عملية التصميم الهندسي للأجهزة الطبيَّة. وتوجه جيهان شكراً خاصاً لجميع الأساتذة الذين استطاعوا ايصال الطلاب لهذه المرحلة واكتساب الخبرات وكمية المعلومات منهم، وقالت إنَّ هذه الابتكارات عبارة عن إيجاد بدائل للأجهزة الطبيَّة وتسهيل عملية العلاج بين الطبيب والمريض والمساهمة في تطوير هذه الابتكارات لمساعدة المرضى في علاجهم من أمراض معينة. وأضافت "كمهندسة طبيَّة أستطيع أن أقدم مشاريع وحلولاً وتطوير الأجهزة الطبيَّة ولديَّ طموح في إيجاد الحلول بخصوص الأجهزة الطبيَّة وعلاج المرضى" .