لجان سلام في كركوك لتعزيز الاندماج والتماسُك المجتمعي

ريبورتاج 2023/11/08
...

 نهضة علي 


تعزيزاً للتعاون بين دوائر الدولة والمؤسسات الحكوميَّة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الأمميَّة العاملة في كركوك، ومن أجل طرح آراء تشارك بالنهوض بآليَّة العمل المشترك لنشر أجواء السلام والتماسك المجتمعي عقدت اللجنة الفرعية لمكافحة التطرّف العنيف، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي UNDP وبحضور مدراء دوائر ومؤسسات حكوميّة، وممثلين من منظمات مجتمع مدني وشخصيات دينيّة وعشائريّة جلسة حواريّة لمناقش آليّة إعادة الادماج والتماسك المجتمعي في المناطق المحرّرة من الارهاب.


مكافحة التطرّف العنيف

رئيس اللجنة الفرعيّة لمكافحة التطرّف العنيف شوكت سراج الدين، أكد خلال الندوة أنَّ البرنامج استهدف مناطق تعرّضت الى إرهاب داعش في خمسة محافظات، صلاح الدين، الانبار، ديالى، كركوك، نينوى وعملوا خلال المرحلة الأولى على مكافحة التطرّف العنيف والذي هو تجاوز مرحلة التشبّث بالرأي والتعصّب إلى انتقام، وتم التركيز على فئات مهمة في المجتمع لمحاربة التطرّف بجميع أشكاله والعمل على إيجاد استراتيجية قادرة على مكافحة التطرّف بعد تشخيص أسبابه ومسبباته، وتنفيذ برامج لتقليل مخاطر الانترنت والتواصل بمنع الترويج للفكر المتطرّف وإذكاء روح الوطنيّة والتوعية بشمول جميع الفئات بذلك، وتشجيع برامج الرياضة والتدريب والبحث العلمي في مجال التنمية المستدامة، ونتج عن ذلك نشر ثقافة التسامح وتحقيق الاعتدال مع فئات المجتمع المدني بتعزيز الثقة، وإعادة البنى التحتيَّة بمساندة جهود الدولة الخدميَّة وتقوية الروابط المجتمعيَّة. 


تعزيز

مضيفاً أنَّ مفاهيم التماسك المجتمعي تعمل باتجاهين؛ الاول الأفقي، المواطنون، مجموعات من المجتمع. 

والثاني العمودي، الجهات الحكومية المشرفة، شكلنا في كركوك اربعة لجان سلام، مهمتها توحيد الرؤى في المجتمع وتقريب وجهات النظر ضمن المجتمع الواحد ودورها محوري بإعادة إدماج الأسر وتحقيق السلم المجتمعي، وتنفيذ مبادرات لشرائح شيوخ عشائر، رجال الدين، نساء، شباب، قادة رأي، أساتذة جامعات. 

اللجان تعمل تطوعيَّاً تدعمها منظمات المجتمع المدني وتعمل على ترتيب المبادرات ومؤتمرات إحياء روح الوطنيّة، وعقد جلسات والخروج بتوصيات لتعزيز التماسك المجتمعي، وتنظيم دورات تدريبية وتأهيلية، وحث أهالي المجتمع المحلي لطرح الرؤى في مجتمعاتهم والمقترحات والآراء لترصين قاعدة السلام في المحافظات المذكورة، والحفاظ على النسيج المجتمعي ورتق الشرخ وإعادة ترميمه داخل المجتمع والتغلب على المشكلات التي حدثت من جراء ذلك.


التربية والتعليم

مديرة الإشراف التربوي سوسن جدوع أكدت: تتضمن مفاهيم السلم الأهلي الحفاظ على التعليم في المناطق التي عانت الإرهاب، وهناك تحديات واجهت العملية التربوية منها النزوح، والتسرّب من المدارس، تعنيف الفتيات في المجتمع الريفي، وبعد التواصل مع المحافظة نفذت الجهات الحكوميَّة والمنظمات برامج  توعية داخل المدارس، تضمنت تقديم الدعم النفسي والمهارات الحياتيّة، فضلاً عن إجراء حملات إعادة إعمار المدارس التي هدمت وبناء أخرى حديثة والاهتمام بإعادة التعليم وإعادة المتسرّبين ودوام المدارس والاهتمام بالملاكات التدريسيَّة، مسؤولة قسم تمكين المرأة في المحافظة انتصار كريم أكدت: "ضرورة إشراك النساء في نبذ التطرّف وصنع السلام لدورهن المهم في بناء الأسرة وتربية الأبناء والنهوض بدورها وإزالة آثار الإرهاب والحرب، وتم تحقيق ذلك عبر حملات توعويّة وتوفير فرص عمل بتنفيذ مشاريع صناعية وانتاجية وفتح دار للمشرَّدات، مشددة على ضرورة أن تنطلق المبادرات من حاجات المجتمع الضرورية، وأسهم القسم بالنهوض بواقع الأسر الاقتصادي وفتح سوق نسويّة داعمة لمعيلات الأسر، ونفذت برامج ضمن الاستراتيجية الوطنيّة لدور المرأة في المجتمع ضمن توجيهات الامانة العامة لمجلس الوزراء.


آراء ومقترحات

وتضمنت الندوة طرح العديد من الآراء والمقترحات من قبل الحضور لوضع لبنات للعمل المقبل وتعزيز التعاون، ومنها توفير مدارس أكثر والاهتمام بها، الاهتمام بتثقيف نحو التعليم، ومساعدة المجتمعات المذكورة خاصة القرى للتخلص من البيوت الطينية وبناء البيوت المهدمة نتيجة الارهاب، حل النزاعات تحقيق العدالة الاجتماعية، دعم الجهود الحكومية بتأمين سبل العيش وتنفيذ مشاريع لتحسين بيئة تمكين السلام من خلال معالجة الأطر المؤسسية، حل المشكلات التي تواجه العائدين والتحديات التي تواجه تعزيز الادماج بالمجتمع والتغلب عليها، والحفاظ على الموروث الفكري لمحافظة كركوك، وضرورة اختيار أعضاء مؤهلين فكريَّاً ذوي قبول اجتماعي في اللجان، وذكر أحد قادة الرأي في ناحية الرشاد بأنّها تعاني من قلة الحوارات وبأمس الحاجة الى الجلسات لكونها عانت من الإرهاب". أحد المشاركين في الندوة القيادي العربي اسماعيل الحديدي أكد لـ (الصباح)، أنّ "منظمات الأمم المتحدة لا بدَّ تأخذ دورها في فترة ما بعد إزالة الإرهاب للتخفيف من حدة مؤثراته السلبيّة على المجتمع عبر برامجها بوجود دور الدولة، الكثير من المشكلات والعقبات استطعنا حلها وتخطيها فيما بيننا كوننا نمتلك تجارب وشخصيات قادرة على ذلك، الأهم من ذلك هو إزالة آثار الحرب والإرهاب والتعاون من أجل المستقبل.