مشكلة هذا العدد جاءت بسطرٍ واحد:
«لديَّ طفلٌ كفيفٌ.. مشكلتي معه أنَّني جربت كلَّ الطرقِ لأجعله يتصرف بشكلٍ معقولٍ ولم أنجح. ساعدوني أرجوكم». مشكلة هذا العدد جاءت بسطرٍ واحد:
«لديَّ طفلٌ كفيفٌ.. مشكلتي معه أنَّني جربت كلَّ الطرقِ لأجعله يتصرف بشكلٍ معقولٍ ولم أنجح. ساعدوني أرجوكم».

أختكم أم طيف
من أخطائنا الشائعة اعتقادنا بوجود خلافٍ عقلي ونفسي بين الأطفال المبصرين وغير المبصرين، وإذا وجِدَ ذلك فهو نتيجة أساليب تعاملنا معه وليس نتيجة فقدان البصر. ولحضراتكم نقول: إنَّ الأطفال المبصرين يتعلمون الكثير من الحركات والسلوك عن طريق المشاهدة والتقليد، أما الطفل الكفيف فيتصرف بحركات أخرى قد لا تشبه حركات الأطفال بعمره؛ لأنَّه لا يراهم كيف يتصرفون.
هذا يعني أنَّ سلوك الطفل الكفيف ناتجٌ عن أساليب تربيتنا له وليس لفقدان بصره. وإليكِ سيدتي أم طيف ومن لديهنّ أطفالٌ مكفوفون، معلوماتٍ علميَّة وأساليب تربويَّة في التعامل الصحيح الذي يريحكم ويريح أطفالكم أيضاً:
1 - اعلموا أنَّ الطفل الكفيف مثل أي طفلٍ آخر، ما يعني أنَّ عليكم، آباءً وأمهاتٍ، التعامل معه بشكلٍ طبيعي ومن دون افتعال، لأنَّ إظهار العطف الزائد والشفقة، لا سيما كلمة (مسكين وخطية) تجعله يشعر وكأنَّه
عاجز.
2 - إذا قام بأداء عملٍ معتمداً على نفسه فلا تنظروا إليه باستغراب وكأنَّ ما عمله معجزة، ولا تقولوا له: هل فعلت ذلك لوحدك من دون مساعدة؟
3 - عندما تتحدثين، أعنيك يا أم طيف، لأفراد الأسرة، عليكِ أنْ تستديري وتنظري باتجاه طيف، فهو وإنْ كان لا يراكِ فإنَّه يحسُّ ويدركُ إنْ كنتِ تتحدثين إليه من خلال اتجاه صوتك.
4 - عند تقديمكم شراباً لطفلكم الكفيف، لا تملأوا الكأس الى آخرها، وإذا قدمتم له طعاماً فاذكروا له نوعيَّة الطعام وموقعه على مائدة الطعام.
5 - لا ترفعوا صوتكم عند التحدث إليه، لأنَّ رفع الصوت يؤذيه ويضايقه.
6 - عوّدوا طفلكم الكفيف على السير بمفرده مثل الطفل البصير، وعرّفوه بأقسام البيت والحديقة إنْ وجدت، ودربوه على لبس الثياب ونزعها بنفسه، والمحافظة على ترتيبها ونظافتها، وربط حذائه، وغسل وجهه وجسمه. وعوّدوه على تناول الطعام بمفرده واستعمال الملعقة والسكين، وكلفوه القيام بأعمالٍ بيتيَّة مناسبة تشعره بتحمل المسؤوليَّة مثل ترتيب غرفته وممارسة ألعاب تساعده على الحركة والتنقل، وممارسة أشغالٍ يدويَّة كقص الورق بأشكال هندسيَّة، ودربوه على تطوير حواسه الأخرى.
7 - أخيراً: استشهدوا له باطفالٍ مكفوفين صاروا عباقرة مثل لويس برايل مخترع لغة برايل.. الأعمى الذي أضاء العالم للمكفوفين، والأديبة هيلين كيلر.. سفيرة المنظمة الأميركيَّة لفاقدي البصر، وطه حسين الذي صار من تلميذٍ كفيفٍ الى عميد الادب العربي.. فبها تبعدون عنهم الشعور باليأس وتنمون لديهم الشعور بأنهم سيعيشون حياة طبيعيَّة، وتذكروا أنَّ الأطفال المكفوفين
أمانتكم.

تحياتنا لكِ أم طيف ولكل أمٍ لديها طفلٌ كفيف.