ترجمة: ثريا جواد عن الغارديان
جمعت جودي شيكاغو (فنانة نسوية أميركيَّة) في معرضها «هيرستوري» في المتحف الجديد في نيويورك مجموعة من الأعمال الفنيَّة للنساء على مدى 500 عام احتفلت شيكاغو بالمرأة مرة أخرى ووضعتها تحت أنظار الإعلام وطرحت من خلاله أسئلة ملحة (ماذا لو حكمت النساء العالم؟) التي تشكك في هيمنة الذكور في بيئة تشبه الكنيسة.
تمَّ تجميع هذه الأعمال الفنيَّة في مساحة تسمى مدينة السيدات في إشارة إلى كتاب الشاعرة كريستينا دي بيسان الذي يحتوي على السير الذاتيَّة القصيرة للنساء المتميزات في عرضٍ مبهجٍ والذي يُعتقد أنَّه تمَّ الانتهاء منه في العام 1405 ويضمُّ أعمال الفنانة الباروكية أرتميسيا جينتيليسكي ورائد عصر النهضة مايلو جونز، فريدا كاهلو على شكل أيل، والسريالية البريطانية ليونورا كارينغتون وغيرها.
كانت شيكاغو قوة هائلة في الفن النسوي لمدة ستة عقود أخبرها أساتذتها في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن العشرين أنَّ مساهمة المرأة في التاريخ الأوروبي «لا شيء» فأخذت على عاتقها تعقب مجلدات من الكتب التي كتبتها نساء رائدات وعنهن في مجموعة متنوعة من المهن وفي العام 1970 طورت برنامج الفن النسوي وهو الأول من نوعه في الجامعات الأميركيَّة والذي بدأ في كلية ولاية فريسنو في كاليفورنيا وبحلول نهاية العقد عززت اسمها بشكلٍ كبير.
يظهر معرض شيكاغو كما لو أنَّ المرأة لم تكن موجودة كفنانة بل يسلط الضوء أيضًا على محوها لاحقًا وفوق هذه الأعمال الفنية يتصدر الكتاب «ماذا لو حكمت النساء العالم؟» يطرح الكثير من الأسئلة.. هل ستكون الأرض محمية؟» «هل سيكون هناك عنف؟» «هل سيكون النساء والرجال لطيفين؟»»هل سيكون الله أنثى؟» تغطي شيكاغو أرضًا غنية جدًا بدءًا من كيفية تعاملنا مع بعضنا البعض وحتى كيفية تعاملنا مع الكوكب ومع ذلك، كما هي الحال مع كل أعمالها، فإنَّ الهدف ليس ثقافة أمومية مهيمنة بل ثقافة عادلة.
تتساءل شيكاغو في معرضها هيرستوري هل ستكون صالات العرض أكثر مساواة فيما لو حكمت النساء العالم وإلى أي مدى سيبدو التاريخ مختلفًا؟ مع وجود الكثير من ثقافتنا المشبعة بالصور النابعة من هيمنة الرسم الأوروبي والأدوار الجنسانية والطبقية التي أدامتها هل تعني النساء المسؤولات مجتمعًا أكثر توازناً وأكثر دقة حيث لم تعد المرأة دائمًا هي الهدف والرجال ليس دائمًا المؤلف؟
« لقد كرست شيكاغو حياتها للقتال من أجل عالم كهذا.