• هل للسياسة علاقة بالموسيقى وكيف توظف الموسيقى لخدمة السياسة؟

- انا اجد ان الموسيقى ابعد ماتكون عن السياسة وليس هناك اي داع، لان توظف الموسيقى للسياسة، لانها ستتحول الى اعلام.. الموسيقى اعلى حالة انسانية وروحانية وصوفية عالية وايضاً وجدانية وفكرية وبالتالي السياسة لا تهتم بكل هذه الصفات التي ذكرتها.

 

• ماذا يعني لك لقب "زرياب الصغير" ؟

 

- لقب زرياب حصلت عليه سنة 1984 وانا مازلت في سن المراهقة واطلق في فرنسا وبالتالي لفت انتباهي الى اهمية معرفة تاريخ الموسيقى العربية اولاً، ثم تاريخ الموسيقى بالعموم ومن هو زرياب واهميته وتأثيره في اوروبا، زرياب كان عبارة عن حالة ثقافية متنقلة وهذه الحالة نقلت مافي بغداد من ثقافة وتطور الى الاندلس قبل الف عام تقريباً واسس في اوروبا اول معهد للموسيقى وللاتكيت ونقل الحمامات وصالونات الحلاقة الى الاندلس واشياء كثيرة جداً يطبقها الغرب الان.

 

• ماالشروط التي يجب ان يمتلكها العازف ليتمكن من ادواته ونجاحه ؟

 

-  اي موسيقي يحتاج الى تمرين 8 ساعات يومياً على اقل تقدير ليكون محترفاً تتوزع على معرفة موسيقية وثقافة موسيقية وسماع وتمرين متواصل تتخللها استراحات قصيرة جداً ووجبات الطعام الطبيعية. 

 

• بالعودة للبدايات ..كيف اكتشف نصير شمة روح الفنان بداخله ولماذا العود دون الآلات الاخرى؟

 

- كانت احلام اليقظة تقودني الى مستقبلي ولا اتنازل عن اي حلم اراه واضحاً امامي وارى صوره وانا اتأمل على جوار شجرة وحيدة على سدة الكوت اتأمل حركة بوابات المياه تحت سدة الكوت والتدفق العجيب الذي لا يتكرر كل جزء من الثانية هي صورة جديدة للماء وحركة الاسماك كانت وفيرة كل هذا كان بالنسبة لي يشبه انفعالات الحياة وانفعالات العمل من اجل المستقبل والتأمل، انه كيف يهدأ الماء وكيف يستقر ويصبح ماشياً تجاه المدن الاخرى كان هذا بالنسبة لي سريان الحلم عبر وريد هو الماء الى كل مكان في العراق وفي العالم فيما بعد هذا الشيء حقيقة كان لايفارقني كل حلم كنت اراه وانا طفل قبل مسك آلة العود دافعت عنه وعملت عليه لغاية بالطرق الشرعية والمنطقية وان الانسان لايتنازل عن مبادئه ولا يخسر قيمه ولايبيع نفسه لاي جهة ولا يصبح اداة لاي نظام او حزب او فئة ويبعد نفسه تماماً عن السياسة، وخصوصاً الفنان يجب ان يبتعد تماماً عنها، وتكون له وجهة نظر.

 

• ماهي أقرب اسطواناتك اليك ؟

 

- كل اسطوانة تمثل مرحلة من العمر ومرحلة من الفكر والنضج والحالة النفسية، فالحقيقة لااستطيع تمييز واحدة عن الاخرى لانها بالاخر تمثلني وتمثل محطات من العمر وغير ممكن تفضيل محطة على محطة مثل العمر، فالمراهقة لها طعم والطفولة والشباب وكل مرحلة لها وضعها الانساني ولكن تبقى الاسطوانة الاولى "عود من بغداد" التي صدرت في عام 1994 في معهد العالم العربي بباريس هي اشارة لتثبيت الاسلوب وفيها قطع شهيرة مازالت ناجحة ومستمرة منها من آشور الى اشبيلية وحوار المتنبي والسياب وليل بغداد ورحيل القمر ومن الذاكرة ونسمات عذبة ورقصة الفرس كل هذه القطع التي لازالت لليوم مشهورة ولاتزال موجودة في الاسواق وتباع وهذا معناه انها اختيرت ضمن القرن العشرين ضمن افضل 100 اسطوانة في العالم وهي حصدت الرقم 7 وهذا رقم الحظ بالنسبة لي ويوم ميلادي 7/5 فهذه صدفة جميلة وهذا بحد ذاته مؤشر جيد الى كل ماقلته سلفاً باجوبتي حول الجدية والحلم والدفاع عن الحلم من اجل تحقيقه .

 

• حدثنا عن مشروع بيت العود العربي، الى ماذا يطمح وماهي شروط الانتماء لهذا البيت ؟

 

- بيت العود العربي مضى الان 20 سنة على تأسيسه في مصر و10 سنوات في ابو ظبي ومن 2011 في الاسكندرية ومن 2018 في بغداد وتحدثنا مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي حول مقر بيت العود في بغداد واقترح بعض الاقتراحات وابدى استعداده لدعم الفكرة في بغداد مباشرة وهذا سيكون مركز اشعاع حضاري وثقافي مهم جداً والغرض منه هو تأسيس العزف المنفرد وتوفير المناخ لتطوير مهارات الشباب وتحويلها الى الاحتراف وهو ايضاً استمرار الريادة بآلة العود والقانون والناي والآلات الاخرى واطمح كثيراً من خلال هذه المدرسة ان تعزز الجدية والاحتراف واحترام الثقافة الموسيقية  وتصديرها الى العالم بشكل لائق .

 

• ماذا يسمع نصير شمة من موسيقى او اغان ومتى ومن يتمكن من اطراب نصير ؟

 

- استمع الى كل شيء في العالم من خلال سفري الدائم استمع كثيراً خلال الرحلات التي قد تطول الى الخمس ساعات استمع بها الى الاغاني الحديثة والموسيقى مع كلاسيك غربي واستمع الى رموز المدرسة العراقية ورموز المدارس الاخرى مثل الراحلين العراقيين الذين ذكرت اسماءهم والاستاذ منير بشير والاستاذ جميل بشير والاستاذ رياض السنباطي وكل القمم في عالم العود وفي عالم الآلات المنفردة مثل باكو ديلوثيا من اسبانيا وغيره من العازفين.

 

• مشوارك حافل بالاعمال الثرية والقيّمة وقدمت العديد منها بالمجتمعات الاوروبية ..كيف ترى تلقي الفرد الاوروبي للموسيقى العربية ؟

 

- اوروبا قطعت شوطاً كبيراً في الاستقرار الثقافي، شركة واحدة في المانيا هي شركة مارسيدس تغطي مسار نصف الثقافة الموسيقية والعروض الكبيرة مثل الفلهارموني هو اكبر مسرح في برلين وفي المانيا وهذا يقدم طوال السنة بحدود الف فعالية كبيرة جميعها تمول بميزانية واحدة من شركة مارسيدس، لكن تستقطع من الضرائب بمعنى كل عرض يكلف مليونين او خمسة ملايين دولار انتاج تدفع جميعها من الشركات وتستقطع من ضريبتها، الدولة تشجع الشركات في المساهمة بالقطاع الثقافي وايضاً اموالها تعتبر معفية من 

الضرائب