سجى رياض
ينتابك شعور بالحزن وأنت تشاهد عملية الإبادة، التي تتعرض لها أشجار النخيل في مناطق بغداد، جراء تجريف البساتين على حساب التوسع السكاني، لكن هذا الشعور يتلاشى عندما يتناهى إلى مسمعنا خبر ارتفاع أعداد النخيل، وازدهار زراعته على نطاق واسع، متجاوزا حاجز الـ22 مليون نخلة، والتي بدأت تملأ الأسواق بثمارها ومن مختلف الأصناف النادرة.
هذه الأرقام أكدتها وزارة الزراعة لسان المتحدث باسمها محمد الخزاعي حيث قال: إن زراعة النخيل تشهد ازدهارا، لاسيما في محافظات المثنى وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف، إضافة إلى البصرة وميسان، بحيث أصبحت عملية تدر بأرباح على الفلاحين والمزارعين.
وأكد الخزاعي أن زيادة رقعة زراعة النخيل انعكست على عملية التصدير، التي أخذت هي الأخرى بالازدياد، بعد أن أسهمت الزراعة النسيجية في زيادة المساحات المزروعة، وإدخال أصناف جديدة مثل تمر المجهول، الذي تعود أصوله إلى المغرب العربي، والإخلاص السعودي، وغيرها من الأصناف التي تعد ذات جودة عالية وتباع بأسعار مرتفعة في الأسواق العالمية.
-مدير مركز النخيل والتمور في وزارة الزراعة، زيدون عباس الخفاجي، يشير إلى أن وزارة التخطيط أصدرت آخر إحصائية في العام 2020، ظهر فيها ارتفاع اعداد النخيل إلى أكثر من 17 مليون نخلة، وأن هذه الأعداد ارتفعت خلال هذا العام، متجاوزة حاجز الـ22 مليون نخلة، وفقا للبيانات المرسلة من مديريات الزراعة في المحافظات.
ويعد صنف الزهدي الأكثر شهرة من بين أصناف التمور، كونها اكثر انتشاراً ويتم تصديره للخارج لما يشكله من مردود مالي، كونه يدخل في الصناعات الغذائيَّة والتحويليَّة، لما يحتويه من نسبة عالية للسكر في ثماره.
ووفقا لعضو اللجنة الزراعة والمياه النيابية ابتسام الهلالي، فان إنتاج العراق من التمور وصل الى 500 الف طن، مؤكدة ان هذا الارتفاع جاء بعد زيادة اعداد النخيل في السنوات الأخيرة، وأعلنت ان العراق يصدر الان ما يقارب 120 الف طن من التمور إلى الدول الإقليمية والعالم، ويعمل على زيادة الإنتاج والتصدير خلال السنوات
المقبلة.
ويوضح الدكتور صالح أن هناك دراسات تشير الى ان النخلة الواحدة لا تقل قيمتها كقوة إنتاجية عن سبعة ملايين دينار، يتم احتسابها على أساس المنفعة، مؤكدا أن الحكومة تولي اهتماما من أجل إنجاح مشاريع زراعة النخيل، ومنها إلغاء ما يسمى (مصلحة التمور)، التي كانت تحتكر عملية التسويق وتحويلها الى اعلاف، واطلاق حرية التمور والتصرف بها، الأمر الذي أدى الى انتعاش بساتين النخيل، وفك القيود التي كانت مفروضة على هذا القطاع.