قاسم موزان
تصوير: نهاد العزاوي
يبدو أن الأحياء السكنية أصبحت رهينة بقبضة الذين يرومون البناء في مساحات ضيقة، التي تسبقها عادة عمليات هدم بمثقاب ضخم، ولا يعيرون اهتماما إلى الأضرار المادية والازعاجات الصوتية والمرئية للجيران، الذين يلزمون الصمت أو قد تصل إلى أحيانا إلى العراك، فقد تمادى البعض إلى غلق الطرق بعد أن نشروا الطابوق والرمل والحصى والسمنت وحديد التسليح في ازقة ضيقة لا تسمح للمركبات والسابلة بالمرور.
وبعد انتهاء العمل يتركون مخلفات البناء لأيام أو لأسابيع ومن ثم يتسلل الحصى والرمل إلى شبكات الصرف الصحي الرئيسة، فضلا عن الحفر والمطبات، التي تتركها خلطة السمنت في الشوارع، انها ظاهرة غير حضارية تتسم بالفوضى .
إلى ذلك قال د. حميد طارش إن “هذه المشكلة تخضع للقواعد العامة في أداء العمل على الوجه المطلوب، وألّا تتسبب بأي ضرر للمواطنين، وفي هذه الحالة تتحقق المسؤولية المدنية، التي يترتب عليها التعويض عن الأضرار، فضلا عن أية مسؤولية أخرى كالتقصيرية والجنائية في حال ثبوتها، ونرى لاتساع هذه الظاهرة إعادة النظر في تنظيمه بموجب قانون يكفل القيام بها من دون فوضى أو أضرار”.
الذوق العام
من جانبه أوضح الإعلامي عادل فاخر، في السابق كانت هناك محاسبة لمن يترك مواد البناء عند داره في الزقاق، فيعيق حركة الناس وحركة السيارات، فضلا عن الإزعاج الذي يسببه للجيران، ولا بد أن تترتب غرامات على من يتعمد ذلك، ويجب أن تكون هناك قوانين تخص ترك مواد البناء في الأزقة، وترفع في اليوم نفسه ولا يتركها لأيام أو حتى لأسابيع واشهر، مضيفا ان المسألة متعلقة بالذوق العام الذي نفتقده، وربما نحتاج إلى تعليمات عبر وسائل الإعلام أو حتى المنابر الدينية لتجنب إزعاج الآخرين وأثره في نفوس الناس الآمنة في بيوتها.
إشعار المواطنين
وعبر المهندس عباس عبود عن أسفه أن بعض المواطنين، الذين يقومون ببناء وحدة سكنية أو اضافة بناء يضعون مواد البناء من رمل وحصى واسمنت ومعدات العمل من خزانات الماء، ومكائن خلط الاسمنت والرمل (خباطات الكونكريت) بشكل عشوائي مما يقطع الطريق على المارة وخطوط سيارات الطلاب وبشكل غير مسؤول، ما يؤدي إلى عرقلة السير، فيقتضي أن تقوم الدوائر البلدية بإشعار المواطنين الذين يقومون بأعمال البناء ألّا تؤدي اعمالهم إلى قطع الطريق جراء وضع مواد العمل أو عدم رفع مخلفات العمل بعد انتهائه.
تطبيق القانون
أشارت طالبة كلية الاعلام ميس مهدي إلى أن عملية البناء عادة تؤدي إلى إغلاق الطريق، جراء وضع مواد وآلات البناء في وسط الشارع ما يضطر اصحاب السيارات إلى السير في الشارع المحاذي للوصول لمنازلهم، كما ان لها تأثير خطر في البيئة وفي صحة الاهالي واطفالهم جراء تطاير مواد البناء التي سبب الاختناق، وكثرة الآلات التي يحضرها المقاول لإكمال عمله وضجيج الصوت، الذي يصدر منها يسبب القلق والصداع للكبار والصغار، التي لا بد من أن ينفر منها الجار، خصوصاً أن عملية البناء تبدأ من الصباح الباكر، وتشير المادة 841 ضمن قانون العقوبات رقم 22 على المالك ألا يغلو في استعمال حقه إلى حد يضر
بملك الجار.