الزراعة: التغيرات المناخية فاقمت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية

اقتصادية 2023/11/15
...

 بغداد: عماد الامارة

 كشفت دائرة الغابات ومكافحة التصحر، عن وجود توجه لاعتماد التكنولوجيا الحديثة للحد من التأثيرات السلبية للظواهر المناخية في البلاد، مؤكدة عزمها إنشاء حزام أخضر لحماية طريق المرور السريع الدولي باعتماد عملية "صندوق الماء" في خطوة تهدف للحد من العواصف الترابية والكثبان الرملية التي تعيق النقل في هذا الطريق الحيوي. وعزز العراق، تحركاته الهادفة إلى الحد من التأثيرات المناخية على مجمل نواحي الحياة، لاسيما الزراعية، التي تضررت بشكل كبير جراء تناقص الواردات المائية وارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي دعا الحكومة إلى إقامة مؤتمر العراق للمناخ مؤخراً، والذي شهد مشاركة دولية وإقليمية واسعة، حيث أكد خلاله رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، أن التغيرات المناخية التي تمثلت بارتفاع درجات الحرارة وشح الأمطار وتناقص المساحات الخضراء، هددت الأمن الغذائي والصحي والبيئي والأمن المجتمعي في البلاد. وأشار السوداني، إلى أن هذا المؤتمر يمثل انطلاقة واعدة في العمل البيئي والمناخي تتناسب وحجم التحديات التي تواجهها البلاد، مشيراً إلى أن الحكومة سعت ضمن برنامجها لمنح الأولوية لمواجهة آثار التغيرات المناخية عبر عدد من المشاريع التي تسهم في تقليل الانبعاثات، معلناً انطلاق مبادرة كبرى للتشجير تشمل زراعة 5 ملايين شجرة ونخلة في عموم البلد، وان لمحافظة البصرة الأولوية في تنفيذ هذه المشاريع بسبب وضعها البيئي الحرج. بدورها، أكدت معاون مدير عام دائرة الغابات والتصحر في وزارة الزراعة، راوية العزاوي، لـ"الصباح" أن الحزام الأخضر في العراق بحاجة الى إعادة تأهيل وأن هناك مبادرات متواصلة مع دول الجوار من أجل اطلاق المياه نحو الأراضي العراقية، موضحة أن التغيرات المناخية باتت تلقي بتداعيات خطيرة على العديد من مجالات الحياة، وتسببت بالمزيد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتي أصبحت تقسو وبشكل مباشر على حياة الأفراد والمجتمعات في مختلف أرجاء العالم وبالأخص الدول الأكثر هشاشة اتجاه التغيرات المناخية ومنها العراق بحسب تصنيف الأمم المتحدة. وأضافت العزاوي، أنه "وبحسب توجيه وزير الزراعة ومتابعة لجنة الأمر الديواني الصادر عن الأمانة العامة لرئاسة الوزراء رقم 92 وانطلاقاً من ستراتيجية وزارة الزراعة للحد من التأثيرات السلبية للظواهر المناخية وحماية للبيئة بدءاً من المناطق التي تعتبر ساخنة لتأثيرات حركة الكثبان الرملية ومصدر العواصف الغبارية المؤثرة في المشاريع الستراتيجية والطرق العامة والاراضي الزراعية والمدن، فقد دأبت كوادر دائرة الغابات والتصحر الى اعتماد التكنولوجيا الحديثة في إنشاء حزام اخضر لحماية طريق المرور السريع الدولي ضمن محافظتي ذي قار والمثنى من خلال زراعة الشتول المتأقلمة مع الظروف المناخية القاسية باستخدام تقنية صندوق الماء.  وبينت العزاوي، أن هذه التقنية ستسهم في ترشيد استهلاك المياه والبيئة المثالية لنموها في المراحل الأولى من حيث احتياجها للماء والمحافظة على رطوبة سطح التربة وحماية الشتول من أشعة الشمس المباشرة، مشيرة إلى أن هذه التقنية تستخدم لأول مرة في العراق بعد ان نجحت في دول الخليج، فضلاً عن كونها إنجازاً مثالياً في مجال ترشيد استهلاك الماء والتكيف مع التغيرات المناخية من خلال تبني تكنولوجيا حديثة من شأنها التقليل من الآثار السلبية المتمثلة بارتفاع درجات الحرارة والجفاف وقلة الأمطار .