حمزة مصطفى
مرت الدولة العراقيَّة على مدى قرن بمرحلتي تأسيس التفت فيها آباء المرحلتين المؤسسون إلى كل شيء ما عدا الهوية الوطنيَّة.
فإذا استبعدنا العراق العثماني بولاياته الثلاث «بغداد. البصرة. الموصل»، كان ينظر إلى مواطنيه بصرف النظر عن هوياتهم القومية أو الدينية أو المذهبية على أنهم مجرد رعايا ومن ثم تبعية على صعيد تحديد أصالة هوية الأحوال المدنيّة، فإنّ العراقين البريطاني والأمريكي أسسا بناءً على قناعات المحتل بصرف النظر عن رؤيته لمفهوم الاحتلال.
فالبريطانيون جاؤوا كما قالوا محررين لا فاتحين، فإن الاميركان أعلنوا بعد اسبوعين من ادعائهم التحرير أنهم جاؤوا محتلين.
وطوال المئة عام لم يكن الآباء المؤسسون لكلا الحقبتين سوى «لواحيك» للمس بيل أيام الانكليز وبريمر إيام الاميركان والان تحاول إلينا رومانسكي لعب دور لا يقل عن دور «الرعنة» التي جاءت تهلهل بعد انتهاء كل الأعراس والفواجع.
ولان بناء الدولة العراقية بقطع النظر إن كان العراق بريطانيا أو أميركيا وبصرف النظر عن نوع الحكم ملكيا ام جمهوريا كان فوقيا، عموديا لا أفقيا فإن هذا البناء تجاهل اشكالية الهوية.
هوية المواطنة التي تؤسس للهوية الوطنية الموحدة.
يظهر ذلك جليا في الازمات والمشكلات والصراعات التي تأخذ في كل مرحلة أو حقبة أو عهد شكلا أو مستوى مختلفا لكن مخرجاته واحدة وهي العجز عن بناء الدولة سواء كانت دولة عادلة ولو بالحدود الدنيا من العدالة لجهة المساواة بين المواطنين من دون مخاوف مسبقة تحت ذرائع شتى مثل الأقلية أو الأكثرية، أو دولة حضارية طبقا للرؤية التي يفكر فيها ويدافع عنها الكاتب المعروف الاستاذ محمد عبد الجبار الشبوط.
ووجهة نظري في هذا الموضوع أننا وبسبب عدم القدرة على حسم موضوع الهوية بحيث ما زالت وستبقى اشكالية قائمة سوف نبقى غير قادرين على بناء لا دولة عادلة ولا حضارية ولا .. بطيخية.