الأقسام الداخليَّة.. تصقل الطلبة وتنمّي استقلالهم

ريبورتاج 2023/11/20
...

 نهضة علي 


بينت المرأة الخميسينية والتي صادفتني قرب سوق الخضار بأنها مشغولة جدا هذه الأيام، فهي تعد تحضيرات لابنها الجامعي، الذي يدرس في محافظة آخرى بعيدا عن البيت، وبين هواجس خوف وخطوات واثقة، قالت بأنها ومنذ العام الماضي أسبوعيا أو كل أسبوعين تقوم بإعداد الأطعمة وتجميدها وبعض المعجنات، مع مستلزمات يحتاجها ابنها عند تواجده في القسم الداخلي.

أم رحيم بيّنت، أن إكمال الدراسة الجامعية هي ثمرة نجاح الطالب في السنوات السابقة، وابنها تمَّ قبوله خارج محافظة سكنهم، وعادة ما تكون تحضيرات الرحلة الاولى بعد تحديد مكان وغرفة مناسبة في القسم الداخلي أكثر اهتماما ومتطلبات من الأواني والشرشف والمناشف والملابس والمصرف الشخصي، وغيرها لتكون معه في غرفته، وأنها تشكو فراقه عند ذهابه إلى محافظة أخرى، لكنها مطمئنة أنه بين أهله وناسه، وقد تصقل فترة دراسته بعيد عن البيت شخصية إلى الأقوى.


ارباك

في القسم الداخلي، أكدت الطالبة اسراء من محافظة ديالى، بأنها في المرحلة الثانية تحليلات مرضية قبول موازٍ، إلا أنهم في الأقسام الداخلية لمعهد الحويجة التقني هذا العام أبلغوهم بأن توجيهات صدرت لإخراج طلبة الموازي من القسم الداخلي، وهو قد يربك وضعها كطالبة محافظات، مبينة، أن القسم فيها كثير من المميزات الايجابية لراحتهن كطالبات، ولتقديم مستوى دراسي مطلوب.

وتضيف، بأنهن كل ست طالبات في غرفة واحدة، والبناية حديثة، وهناك نظافة من قبل العاملات المختصات والمشرفة على القسم تتعامل بصرامة، من أجل الالتزام بالضوابط والتعليمات المطروحة من أجل سلامتهن، وتساعدهن في حل أي إشكال يحدث، والذي يشغلها تأقلمها مع المكان الجديد، حيث لا بد من الاستئجار لإكمال المرحلة الثانية، حيث يضطر الكثير من الطللاب إلى تشكيل مجموعات واستئجار بيت ويتم ويقسم ما بينهم.


رابط تسجيل إلكتروني

ومن أجل الوقوف على آلية تسكين الطلبة في الأقسام الداخلية، مسؤولة شؤون الأقسام الداخلية في جامعة كركوك إيمان عبد الواحد أكدت لـ(الصباح)، بأن إدارة الاقسام الداخلية لهذا العام أطلقت رابطا إلكترونيا لتسجيل الطلبة الراغبين بالسكن في الأقسام الداخلية للذكور والإناث، وعدتها خطوة ايجابية اختصرت بعض الخطوات والتعقيدات على طلبة المحافظات، مشيرة إلى أنهم "عند مراجعة الطالب او الطالبة يتم اقتطاع مبلغ الرسوم بوصل منهم، ويكمل تحضيرات سكنه في القسم، واعتمدت هذه الطريقة لأول مرة وخففت من زحام الطلبة، وكثرة المراجعة، والرابط مفتوح لشمول جميع طلبة المرحلة الأولى كذلك".

وأضافت عبد الواحد، أنهم ووفقا للتوجيهات المركزية، يولون اهتماما عاليا بتوفير الخدمات للطلبة في الأقسام الداخلية لسكنة طلبة المحافظات الأخرى كتوفير الماء والكهرباء والطباخ في المطبخ، وتأمين غاز الطبخ والصحيات، فضلا عن الاهتمام بغرف السكن من نواحي التهوية، وعوامل الحرارة والبرودة اثناء تغير الفصول. مشيرة إلى أنه تجرى صيانة دورية على خزان الماء، وهناك خزانات احتياط عند عدم توفره، وتم انشاء مشروع تحلية قريب من الأقسام، إلا أن بعض الاشكالات تتوقف على الطالب ذاته من نواحي الاهتمام بالنظافة العامة، خاصة في المطبخ واستخدام المكان عامة، لأنه للجميع والابتعاد عن الاتكالية، مبينة أنها في تواصل مع الطلبة والطالبات عبر الفيسبوك والتواصل الاجتماعي للوقوف على المشكلات  وحلها، مطالبة جميع الطلبة والطالبات للتعاون والإبلاغ عن حالات غير المرغوب بها، وعدم التبجح بالنشر على مواقع التواصل وكيل التهم لأن النجاح يخلقه التعاون.


ورشٌ فنيَّة ونشاطاتٌ ترفيهيَّة

ولأن الطالب في الأقسام لديه وقت فراغ، ومن أجل تشجيعه والاهتمام بمستواه العلمي، مسؤول وحدة الأعلام في الاقسام الداخلية التابعة لجامعة كركوك علاء مجيد اكد لـ(الصباح)، أن طريقتهم في التسكين وتوزيع الطلبة تكون عادة بأبعاد المناطقية، وخلق أجواء الأخوة والاختلاط الإيجابي، علاوة على الاهتمام بالمواهب الطلابية وتطوير المستوى العلمي من خلال اقامة النشاطات الرياضية لتوفر ساحة كرة قدم وقاعة للمطالعة، كذلك تنظيم الورش الفنية والتوجيهية للطلبة، وورش التمكين وتطوير القابليات وزجهم فيها من كلا الجنسين، وعادة ما يتم اتباع عدة ضوابط يلتزم بها طالب الأقسام الداخلية داخل الحرم الجامعي، منها الوقت المحدد بعدم الخروج من القسم بعد انتهاء الدوام في الجامعة، وعدم إثارة بعض الأمور مثل العنصرية والتفرقة والالتزام بارتداء الملابس المتحشمة اللائقة، خاصة عند تواصل الدوام  المسائي، وهناك زيارات ليلية متكررة للأقسام بإشراف العمداء والمختصين في الجامعة، لعدم ترويج الظواهر السلبية، مثل السكائر و"الاراكيل"، وغيرها والتعاطي بطريقة لائقة مع زملاء السكن، واشارت مسؤولة شؤون الأقسام الداخلية، بأن العملية تكاملية ما بين الطالب والجهة المشرفة على سكن هدفهم خلق أجواء محاطة بالاطمئنان للطلبة والطالبات، لأنهم بعيدون عن أسرهم ومنازلهم والحرص عليهم من جميع الجوانب.