العِلمُ.. لترويض الأمواج

علوم وتكنلوجيا 2023/11/21
...

 ميونيخ: أ ف ب

يحمل زيباستيان شتويندتنر الرقم القياسي العالمي لركوب أعلى موجة على الإطلاق، لكنْ مع بدء موسم الأمواج العملاقة، لجأ الألماني إلى العلوم والتكنولوجيا من أجل تحقيق مستوى قياسي جديد.
ومن خلال تسخير البراعة التقنيَّة لشركة بورش لصناعة سيارات السباق وشيفلر المتخصصة في قطع غيار السيارات، يسعى شتويندتنر إلى تحطيم رقمه القياسي البالغ 26,21 مترا الذي سجله قبل ثلاث سنوات في مدينة نازاري البرتغاليَّة.
وقال شتويندتنر عن جولته الأخيرة التي وصلت خلالها الموجة إلى ارتفاع ما يعادل ثمانية طوابق «مع ركوبي موجة قياسيَّة عالميَّة، أدركت أنني وصلت إلى الحد الأقصى للسرعة التي يمكن أن يصل إليها لوحي». وأضاف البافاري البالغ 38 عاماً «مع بورش، تساءلنا كيف يمكننا أنْ نجعل اللوح أسرع وأكثر استقراراً».قد يواجه راكبو الأمواج الذين يزيدون من سرعتهم موجات أعلى، إلا أنَّ الأمر لا يتعلق فقط بـ»الحاجة إلى السرعة» لكن أيضا هناك مسألة
السلامة.
وأوضح شتويندتنر «السرعة مهمة جداً بالنسبة إلينا لأنَّه كلما كانت الموجة أكبر، ازدادت السرعة التي أحتاج إليها للابتعاد عنها».
وتابع «إنَّ قوة الموجة هي قوة مطلقة، كأنَّ العديد من المباني تدفعك».وأشار إلى أنَّ الضغط الناجم عن ركوب أكبر الأمواج يعني أن راكبي الأمواج يحتاجون إلى معرفة أن معداتهم موثوقة.وقال شتويندتنر إن الابتكارات التكنولوجيَّة يمكن أن تأخذ الرياضة «إلى مستوى أعلى».
ومن أجل تمكين راكبي الأمواج من تطويع قوة المحيط والسيطرة عليها، لا تحتاج ألواح ركوب الأمواج إلى أن تكون أسرع فحسب، بل أيضا أكثر استقرارا وقدرة على المناورة بسرعات قصوى.ساعد مهندسو شركة «بورش» في تطوير لوح جديد معدّل بهدف تحسين الديناميكا المائيَّة.
أما شيفلر، فطوّرت طبقة تقلل الاحتكاك ما يساعد اللوح على الانزلاق عبر المياه.وبفضل اختبارات أجريت في جهاز محاكاة، تمكّن شتويندتنر من رؤيَّة كيف يجب أن يتموضع على اللوح أثناء تعامله مع الأمواج الضخمة.
وقال ماركوس شميلتس، مدير المشروع في بورش «من خلال التغييرات التي أجربت على اللوح وتغيير وضعيَّة زيباستيان، تمكّنا من تقليل مقاومة الهواء بنسبة 20 في المئة». وأضاف أن الابتكارات «جعلت اللوح أسرع وأكثر استقرارا عند السرعات العاليَّة».