لافتات المرشحين للانتخابات.. «نعمةٌ} على أصحاب المهن و«نقمةٌ» على العديد من المواطنين

الباب المفتوح 2023/11/22
...

  بغداد: فرح الخفاف

 تصوير: خضير العتابي

   مع قرب إجراء انتخابات مجالس المحافظات، تزايدت لافتات وإعلانات المرشحين، ورغم التزام العديد منهم بطرق الترويج، إلا أن التجاوزات على الأرصفة والجزرات الوسطية وأعمدة الكهرباء كانت ظاهرة، ما تسبب في الكثير من الحوادث، وسط دعوات لأمانة بغداد وبلديات المحافظات بضرورة إزالة التجاوزات وتغريم المرشحين المخالفين.ومع ذلك، فإن الكثير من أصحاب المهن كالمطابع والحدادين والخطاطين وجدوا من الانتخابات فرصة لتعزيز أعمالهم.

إعاقة المارة

ويقول محمد هاشم: إن «بعض المرشحين وضعوا لافتاتهم على الرصيف قرب منزله، ما أدى إلى التسبب بإعاقة المارة، ووقوع إحدى اللافتات على امرأة».

وأضاف «لا أعلم كيف سمحت أمانة بغداد بذلك»، مشيراً إلى أنه أراد رفعها، لكن بعد بيان مجلس القضاء الخاص بمعاقبة الذين يرفعون اللافتات أو يمزقونها، تراجع عن ذلك، رغم الضرر الذي أصابه، ويصيب الذين يسيرون على الرصيف.

وكان مجلس القضاء الأعلى قد وجه محاكم التحقيق التنسيق مع الجهات الامنية المختصة للقبض على من يمزق الصور والدعايات الانتخابية للمرشحين لانتخابات مجالس المحافظات وفرض العقوبات بحقهم على وفق القانون.

اما كريم علي من منطقة حي تونس ببغداد، فأكد أن إحدى لافتات المرشحين سقطت على سيارته ما أدى إلى كسر المرآة الجانبية.

ودعا علي أمانة بغداد إلى تخصيص أرقام مخصصة لتسلم الشكاوى ضد المخالفين. 


بوسترات مخالفة

كذلك، قال غانم فاضل من محافظة ديالى: إنه «يرى يومياً بوسترات انتخابيَّة مخالفة في مداخل الأحياء السكنية والتجارية، إضافة إلى الجدران من خلال تعليق بوسترات لاصقة يصعب إزالتها».

وتساءل فاضل «ما إذا كان المرشح يريد أن يخدم المواطن، وهو بحملاته الدعائية يتسبب بمشكلة تعرقل حركة المواطن وتحجب رؤيته للإشارات المرورية، فضلاً عن إزالة اللوحات الإرشادية للطرق ووضع صور الدعايات الانتخابية، ومنها تصل لانتهاك صارخ كقطع الأشجار والتجاوز على الجزرات الوسطية».

كما ذكرت شذى حميد أنها تستغرب من غياب الرقابة والمتابعة من قبل الأجهزة المعنية بشأن وضع لافتات المرشحين أو لصق الدعايات.

وأشارت إلى سقوط إحدى اللافتات المعلقة على جسر على شارع القناة، متسائلة: من يعوض صاحب المركبة لو حدثت أضرار، حاثة على إصدار تعليمات وعقوبات تفرض على الحزب أو المرشح المستقل في حال مخالفته تعليمات الدعايات الانتخابية، خاصة أن اغلبية المرشحين لا يقومون بإزالة اللافتات بعد انتهاء الانتخابات كما تنص القوانين. 


أرباحٌ مالية

في جانب آخر، حققت اللافتات الانتخابية وغيرها من وسائل الدعاية والإعلان أرباحاً جيدة لأصحاب المهن، خاصة المطابع ومحال الحدادة والخطاطين وحتى المطاعم، اذ يقول محمد الكردي (صاحب محل دعاية وطباعة): في موسم الانتخابات يزدهر العمل، ونحقق ارباحاً لا بأس بها، مقارنة بالأيام الاعتيادية، مشيراً إلى أنه يقوم بتشغيل عدد جيد من الشباب خلال هذه المدة.

وعند سؤاله عن سبب وضع اللافتات في أماكن تعيق حركة المواطنين أو قد تؤدي إلى حوادث، نفى أنه ومن يعمل معه اعتمد على ذلك، لكنه أشار إلى عدم وجود أماكن مخصصة تكفي جميع المرشحين، لذلك لجأ البعض للتجاوز على الأرصفة أو وضعها على أعمدة

الكهرباء. 

أما د. رحيل علي فقالت: «إن سبب فوضى الدعايات الانتخابية المنتشرة في شوارع العاصمة والمدن الأخرى، هو عدم تحديد أماكن مخصصة لهذا الأمر من قبل أمانة العاصمة والدوائر البلدية، ووضعها بشكل مناسب وآمن تحت اشراف فرق متخصصة من قبل الدوائر البلدية، كما يمكن للدولة تأجيرها للأحزاب المرشحة، فهي عملية منفعة ومصلحة عامة في نهاية المطاف وحق عام بالترشيح والمشاركة.»