باراموس: أ ف ب
في ظل النقص الذي تشهده الولايات المتحدة في أعداد الممرضات، تلجأ مستشفيات أميركيَّة إلى تطبيقات تتيح لها الاستعانة بخدمات صحية محدّدة توفّرها هؤلاء المتخصصات في المجال الصحي، اللواتي يتلقّين لقاء ذلك أجوراً أفضل مما لو كنّ يعملن بعقود تقليديَّة، فضلاً عن مرونة أكبر في أوقاتهنّ.
عام 2020 وخلال المرحلة الأصعب من جائحة (كوفيد – 19)، انتقلت إلى باراموس للالتزام بعقدٍ تمريضي مؤقت، في وقتٍ كانت المستشفيات تعجّ بالمرضى.
لكنْ مع عودة الوضع إلى طبيعته، اختارت هذه الممرضة البالغة 38 عاماً، على غرار عددٍ متزايدٍ من زملائها، صيغة العمل الذي يستند إلى مهمة محددة والمعروفة بتسمية "غيغ وورك"، ففضّلت تالياً أن تختار المهام التي ستنجزها من خلال تطبيقات، بدل اللجوء إلى عقود العمل التقليدية في المستشفيات. وتقول "عملت في إحدى المرات يوماً واحداً فقط خلال الأسبوع، بينما عملت في مرات أخرى لسبعة أيام ضمن دوامات امتدت على ثماني ساعات. إنّ الأمر يعتمد على وتيرة حياتي". ويتزايد اعتماد المستشفيات الأميركيَّة على صيغة العمل هذه التي تُعدُّ مربحة أكثر للممرضات وتتسمُ بمرونة أكبر لناحية أوقاتهنّ، في خطوة تحاول هذه المؤسسات من خلالها إيجاد أساليب عمل جديدة لتعويض النقص في الحاصل في موظّفيها. وتتم مقارنة هذا النموذج بتطبيقات من أمثال "أوبر".
ودفعت الجائحة نحو مئة ألف ممرضة لترك وظائفهنّ بسبب الضغوط الناجمة عن هذه الأزمة الصحية، بحسب تقرير حديث صدر عن مجلسهنّ الوطني.
تؤكد ديبورا فيسكوني، الرئيسة التنفيذية لمركز بيرغن نيو بريدج الطبي حيث تعمل مارتينيز، أنّ ثمة "أزمة توظيف في النظام الصحي". وتشير إلى أن "عدداً كبيراً من العاملين في هذا المجال قرروا التقاعد مبكراً أو ترك المهنة". ومنذ أن بدأ المستشفى يتعامل مع منصة "كير ريف"، سجّل 150متخصصاً أسماءهم للعمل فيه. وتقول فيسكوني "يمكننا إيجاد شخص قادر على أن يداوم ساعات قليلة"، مضيفة انّ "80 % من الاحتياجات سُدّت بهذه الطريقة".
وشهدت منصة "أيا هيلث كير" زيادةً في مناوبات الممرضات اللواتي يعمل بهذا النموذج بنسبة 54% في عام 2022. وعلى المستوى الوطني، ارتفع عدد المناوبات القترحة عبر المنصة بـ 62%، بحسب نائبة الرئيسة صوفيا موريس. ترى مارتينيز أنّ هذا النموذج من العمل يحقق لها "مردوداً أعلى" أقلّه بـ30 % مما تجنيه من العقود القليدية مع المستشفيات. لكن بوصفها عاملة متعاقدة، لا تستفيد من المزايا التي يمنحها في العادة صاحب العمل كالتأمين الصحي، فتبقى في هذا الخصوص معتمدة على زوجها. ويستفيد آخرون، على غرار شانتال تشامبرز، من المرونة الموفرة لهم عندما يختارون بأنفسهم دواماتهم.
وخلال إقامتها في سان دييغو، تسجّلت تشامبرز في منصة "أيا هيلث كير"، مستفيدةً من الخيارات المُتاحة لها لكي توفّق بين انشغالاتها العائلية وعملها، وبالتالي قضاء مزيد من الوقت مع ابنيها. أما ديبورا فيسكوني، فتعتبر أنّ استخدام المنصات سيزداد، في وقت ينظر الموظفون إلى عملهم بشكل مختلف ويسعون إما للحصول على مزيد من وقت الفراغ أو العمل بصورة أكبر، استناداً إلى احتياجات كلّ منهم.