متحف أربيل الحضاري محط أنظار طلبة المدارس والسائحين

ريبورتاج 2023/11/27
...

 سندس عبد الوهاب

يعد متحف أربيل الحضاري ثاني أكبر متحف في إقليم كردستان من حيث المجموعات والمحتويات بعد متحف السليمانية، ويكتب باللغة الكردية "موزة خانه شارستانيى هذه ولير"، ويضم المتحف عدداً كبيراً من القطع الأثرية تعود إلى عصر ما قبل التاريخ إلى أواخر العصر العباسي بما يقرب من الـ 5 آلاف سنة قبل الميلاد، ويعكس أساليب ونمط الحياة الخاصة في إقليم كردستان والبلد بشكل عام.

تاريخ المتحف
وقال معاون مدير المتحف قدري علي عبد الله في حديث لـ (الصباح)، "يعد المتحف محط أنظار الزائرين وطلبة المدارس والمختصين والباحثين، وكذلك السائحون من داخل البلد وخارجه، وتم إنشاؤه للمرة الأولى في عام 1960 في منطقة منارة وسط مدينة أربيل يحتوي على عدد قليل من القطع الأثريّة، وبعد منتصف السبعينيات تم نقل المتحف إلى قلعة أربيل، وتم نقل العديد من القطع الأثرية من متحف بغداد إلى أربيل، وفي بداية الثمانينيات تم إنشاء المتحف الحالي ويقع على شارع كركوك بالقرب من التل القديم لكلينج أغا".

700 قطع أثريَّة
وأضاف عبد الله، أنَّ "المتحف يحتوي على أكثر من 700 قطع أثريَّة موزعة بين ثلاث قاعات رئيسية في المتحف، وتضم القاعة الأولى قطعاً أثرية لما قبل التاريخ وحتى بداية الألفيّة الثانية قبل الميلاد من العصر الحجري القديم منها (جرمو وسمارة وعبيد وحلف وأوروك واريدو والآكادية والسومرية)، حيث بعض القطع الأثرية يعود تاريخها إلى العصر البابلي القديم.
وتضم القاعة الثانية قطعاً أثرية من الفترات الاورارتية والحورية والآشورية والسلوقية والحضر، وكذلك تضم القاعة الأخيرة قطعاً أثرية تعود إلى العصر الساساني والإسلامي ومعظمها من العصر العباسي".

مواكبة التطور والحداثة
وأوضح، أن "المعرض يشهد في الفترة الحالية والمقبلة حملة إعادة الإعمار والتأهيل بإشراف من مديرية آثار أربيل وبالتنسيق والتعاون مع المديرية العامة للآثار في أربيل، وبصدد صيانة المتحف وهناك مشاريع مستقبليَّة منها تغيير واجهة المتحف بشكل كامل، وضرورة مواكبة التطور والحداثة من حيث الإنارة وطريقة العرض وحداثتها من حيث المكان والعرض ومواكبة التطور في المجالات المتحفيَّة"، منوها أن "أغلب القطع الموجودة في المتحف مهداة من المديرية العامة للآثار في بغداد في الفترة الماضية وتحتوي القطع على رمز "م ع" والمقصود بها المتحف العراقي".

بالمجان
وبيَّنَ، أنَّ "المتحف محط أنظار عدد كبير من الزائرين سواء من السيَّاح داخل الإقليم والبلد بشكل عام، وكذلك من خارج البلد من الدول المجاورة والدول العربيّة والأجنبيّة، وكذلك أن المتحف يحظى باهتمام كبير من قبل طلاب المدارس لا سيما مع الموسم الدراسي حيث نضطر بسبب كثرة الزخم إلى تقسيمهم، ويكون سعر بطاقة المتحف مجاناً لهم في حين يكون السعر رمزيَّاً لبقية الزائرين والسائحين للمتحف".

رِحْلَات مدرسيَّة
وقال الطالب في مرحلة المتوسطة أثناء تجواله في أروقة المتحف برفقة زملائه القادمين في جولة تعليميّة للمتحف، حمه هيوا في حديث لـ (الصباح)، "تعد زيارتي للمتحف الثاني من نوعها والأولى كانت في الصف الخامس الابتدائي، ويضم المتحف عددا كبيرا من القطع الأثرية التي درسنا عنها في مراحل مختلفة من مادة الاجتماعيات، منها الآلات القديمة منها الجرار وأدوات الطهو والزراعة والصيد التي كان يستخدمها الإنسان في العصور الماضية، إنَّ جمالية المتحف من خلال ترتيبه في العرض والسنوات من حيث تقسيم المتحف، ويضم كلّ قسم حقبة زمنية معينة في الماضي، وكيفية تسلسل العرض من القطع الأثرية التي تزيد من المعلومات عن التاريخ بشكل عام لا سيما في اقليم كردستان والعراق بشكل
عام".