التقاليد والطقوس.. العمود الفقري للحياة

استراحة 2023/12/03
...

 ترجمة: ثريا جواد

مفهوم التقاليد يتجاوز الزمن والطبقة والعمر ومن الصعب علينا العثور على فترة ديموغرافية أو تاريخية أو حضارة لم تدعم الطقوس أو العادات وفي كثير من الأحيان لا نعرف متى أو كيف بدأت، ولكننا نأخذها كما هي وننخرط في التقاليد دون أدنى شك لأنها تجعلنا نشعر بالرضا ويتساءل البعض لماذا تتمتع التقاليد بهذه القوة علينا، وكيف يمكننا أن نبدأ في خلق تقاليد جديدة؟
-عيد ميلاد يرتفع عبر التلال..السباحة البرية في يوم رأس السنة الجديدة..إخفاء أسنان الطفل لجنية الأسنان وتناول الكرواسان في السرير صباح يوم السبت إن مثل هذه التقاليد والطقوس ذات المغزى الكثير بالنسبة لنا التي نمارسها عادة مع الأشخاص الذين نحبهم، والتي غالباً ما تنتقل من جيل إلى جيل هي العمود الفقري لحياتنا.
تقول لوري دوثويت والش كبير المحاضرين في التدخلات النفسية بجامعة سنترال لانكشاير: “وفقًا لأبحاث كبيرة فإن الطقوس والتقاليد العائلية لها تأثير إيجابي على العلاقات الأسرية والرفاهية الفردية والصحة العقلية حيث يشارك معظمنا هذه التقاليد والطقوس مع أحبائنا كل يوم دون أن ندرك ذلك تناول الشاي والخبز المحمص على طاولة الإفطار المشتركة يصبحان تقليدًا إذا حدث بانتظام ولا ينبغي التقليل من أهمية ذلك لأنها تسمح لأفراد الأسرة بالتواصل بشكل منتظم ويقلل من التوتر من خلال توفير الشعور بالانتماء والرعاية.
وتضيف: “إن توقع الفرح والاحتفال يرفع الحالة المزاجية ويسمح بالاحتفال بالروابط من خلال اللطف وتقديم الهدايا والمودة والامتنان وترتبط هذه كلها بالمشاعر الإيجابية وتعزيز الصّحة العقليَّة وتعتبر هذه الاحتفالات أساسية لإنسانيتنا حيث يتحد الناس بروح الحب والفرح، ويكونون أكثر لطفًا وتعاطفًا تجاه بعضهم البعض خاصة في أعياد الميلاد أو الاحتفالات الثقافية والدينية هي التي تتناسب مع التقاليد وإضافة إلى ذلك  تنجح التقاليد في تحقيق الكثير من الأهداف فهي تحتفل باللحظة بينما توفر خريطة طريق للمستقبل، وطريقة لتكريم الماضي.
تشير دوثويت والش إلى أن الهدايا والعروض يمكن أن تكون محورية في العديد من الاحتفالات والتقاليد حيث إن تقديم الهدايا هو وسيلة لإظهار حبنا وتقديرنا، وهذه الطقوس تعزز العلاقات وتقويها بشكل خاص” “إن رمزًا صغيرًا مثل علبة الشوكولاتة يمكن أن يكون له تأثير كبير وتقديم الهدايا لا يفيد المتلقي الذي يشعر بالتقدير فحسب بل إنه يعزز أيضًا رفاهية المانح من خلال رؤية البهجة على وجه المتلقي.

عن الغارديان