الورشُ اليدويَّة والصناعيَّة.. إزعاجٌ بلا رقابة

الباب المفتوح 2023/12/06
...

 بغداد: فرح الخفاف 

 تصوير: نهاد العزاوي 

  تنتشر في العديد من أحياء وأزقة مدينة بغداد، خاصة الشعبية منها، ورش يدوية وصناعية تشكل مصدر ازعاج للمواطنين، وتتسبب بإحداث زحامات وتشويه لمنظرها من دون إيجاد حلول لها.ولاحظت {الباب المفتوح} خلال جولة قامت بها في عدد من الاحياء الشعبية في بغداد، انتشار ورش الحدادة وتصليح السيارات والنجارة وبيع الاطارات المستعملة بين أزقتها، وتسبب ذلك في إزعاج المواطنين وأصحاب المركبات.

وتقول ابتسام العبادي: قرب بيتي توجد ورشة للحدادة، ويومياً منذ الساعة الثامنة وحتى الخامسة مساء، لا نستطيع النوم ولا أكل الطعام ولا مشاهدة التلفاز أو مراجعة الدروس مع الأولاد بشكل طبيعي، بسبب الأصوات المزعجة، التي تصدر جراء عمل هذه الورشة”.

وأشارت إلى وجود مدرسة قرب هذه الورشة أيضاً، وقام مديرها بتقديم شكاوى أكثر من مرة من دون فائدة، مؤكدة غياب الرقابة وعدم المحاسبة، رغم وجود قوانين تمنع وجود هكذا ورش بين الأحياء السكنيَّة.

بدوره، قال مصطفى محمد: “لا أعرف كيف لا تتم محاسبة أصحاب هذه الورش، إذ إن أغلبها تخرق القانون وتتسبب بإزعاج الساكنين قربها، فضلاً عما تسببه من نفايات تكون بعضها مؤذية للمارة”.

وتابع محمد: “قانون منع وجودها يجب أن يطبق من دون استثناء، مع إمكانية ايجاد بدائل خارج الأحياء السكنيَّة”، مبيناً أنه يسكن في شقة وتحت هذه الشقة توجد ورشة النجارة، وبسببها لا يستطيع لا النوم ولا حتى ركن سيارته في المكان المخصص لها”.

اما نور علي، فتؤكد أنها وزوجها يفكران ببيع منزلهما الذي أنجز بناؤه قبل سنتين فقط، بسبب وجود ورشة ومحل لبيع وصيانة إطارات المركبات، قائلة: “قبل نحو سنة قام أحد الأشخاص بتأجير محل يبعد عن منزلي 20 متراً، وافتتحه بحجة تبديل زيوت السيارات، لكن بعد مدة استبدله ببيع وصيانة الإطارات المستعملة، وسرعان ما توسع في العمل ما أدى إلى وضع الإطارات على الأرصفة، وقام بإغلاق نصف الشارع من خلال وضع هذه الإطارات”.

وأضافت “الآن لا نستطيع الخروج أو الدخول للمنزل بسبب السيارات التي تقف وتغلق حتى مدخل “مرآب البيت، وعندما حاولنا التحدث معه، رفض إيجاد أي حلول، وأكد أنه حاصل على موافقة أمانة بغداد”، مبينة أن “كمية الإطارات الموجودة بدأت تشوه منظر المنطقة السكنيَّة، لذلك ندرس حالياً الانتقال، بعدما عجزنا عن إيجاد الحلول في ظل غياب الرقابة 

والمحاسبة”. 

من جانبه شكا المواطن علي أمين الذي يسكن في منطقة بغداد الجديدة من انتشار الورش الصغيرة في الازقة السكنيَّة وبين المنازل، ومنها ورش نجارة وحدادة، إضافة إلى ورش تصليح السيارات. 

وقال: “في الشارع الذي أسكن فيه توجد إحدى ورش تصليح السيارات أو ما يسمى بـ(الفيترجي)، الذي تعج ورشته بالسيارات السكراب والمتعطلة، الى جانب وقوف العديد من العجلات قرب المحل من أجل التصليح أو الصيانة، ما تشكل عائقًا كبيراً في المنطقة السكنيَّة التي بالأساس فروعها ضيقة نوعًا ما، فضلًا عن تعرض المارة لحوادث مرورية عديدة وخاصة أطفال المنطقة.”  

من جهة أخرى، أشار المهندس أمجد عبد الرحمن الذي يسكن في منطقة الصليخ، إلى انتشار ورش الحدادة وورش غسيل السيارات في داخل المناطق السكنيَّة، وبين المنازل التي تسبب ضرراً كبيراً لأهالي المنطقة، كما تسبب إزعاجًا للمدارس المنتشرة في المنطقة وخصوصا مدارس البنات، حيث يتجمع قرب هذه الورش العديد من الشباب أو الرجال، الذين يشكلون مصدر مضايقة مضاف الى ضوضاء عمل تلك الورش.