كربلاء: صلاح حسن السيلاوي
احتفى إتحاد أدباء كربلاء بصدور رواية (باب الدروازة) للأديب علي لفتة سعيد، عبر أمسية أدارها القاص حمودي الكناني وحضرها جمهور الأدب والثقافة في المدينة.
الرواية التي صدرت مؤخرا عن دار الشؤون الثقافية العامة في البلاد، تحدث مدير الجلسة عنها، مشيرا إلى أهميتها وأهمية ما يكتبه مؤلفها، لافتا إلى أن سعيدا تسكنه الكتابة السردية وطالما يستفز ذاكرته وذاكرة الأمكنة، مبينا أن الكاتب يتميز بالاسترسال في الإجابات على الأسئلة المصيرية عبر نصوصه، ولذا فإن روايته الأخيرة، كانت تنطلق من عمق الهَمّ العراقيّ، وأبطالها يتحركون باتجاهات مختلفة، لكنهم يلتقون عند مثابة واحدة، هي القهر الذي يعاني منه المهمشون في هذه البلاد التي توارثت كثيرا من العنف والحزن، واستشرت في تفاصيلها ملامح الحروب القاسية.
ثم تحدث المحتفى به عن (باب الدروازة)، مشيرا إلى أنها تناقش أمرين مهمين، الأول الهَمّ الاجتماعي للقاعدة الشعبيّة، أو ما يطلق عليه القاع، وهو أمر الواقع الاجتماعي والصراع والتباين الطبقي، لحركة الشخصيات في الرواية، تلك الشخصيات التي تتنقل بين الأمكنة، ثم تجمعهم العاصمة بغداد ليعيشوا في (خان) شعبيّ، تسكنه عائلات عديدة قادمة من محافظات مختلفة.
والأمر الثاني هو الهَمّ السياسي، الذي يشكل جزءا من الخريطة التاريخية للعراق، وما حصل من تغييرات سياسية قبل عام 1979 وما بعده، ولفت سعيد إلى أنه لا ينقل الواقع كما هو، بل يسقط أحداث متخلية على أماكن وشخوص واقعيين، لأنه لا يؤمن بمعنى ما يقدم من لمحات تاريخيَّة واقعية يعرفها الناس.
وقال مبينا أن الرواية حافلة بالكثير من الأماكن التي تتجه نحو بوصلة العاصمة، حيث المتغيرات الاجتماعيّة التي شهدتها تلك الحقبة.
بعد ذلك ابتدأت المداخلات النقديّة، بورقة قدمها النقاد، حيدر العابدي، ومهدي هندو، والدكتور عمار الياسري، والشاعر عماد الدعمي، فيما قدم أمين إتحاد أدباء كربلاء الشاعر سلام البناي في ختام الأمسية شهادة تقديرية باسم الاتحاد للمحتفى به.