تنامي نقص الأدوية في اليابان

علوم وتكنلوجيا 2023/12/12
...

 ترجمة: نافع الناجي


في ظل النقص الخطير في إمدادات الأدوية في اليابان مثل المضادات الحيويَّة ومثبطات السعال والمقشعات وغيرها، ومع عدم وجود آمالٍ في تحسن الوضع في وقتٍ قريب، وبغية ضمان استقرار الإمدادات، عرضت الحكومة المركزيَّة تقديم الدعم المالي، كما طلبت من شركات الأدوية زيادة الإنتاج، ولكنْ بسبب المشكلات الهيكليَّة التي تواجهها الصناعة، لا يوجد احتمال لحل النقص.

يقول هيرويا إيجيما، وهو صيدلي في متجر أدوية في أويدا بمحافظة ناغانو "لقد نفدت علاجات السعال والمقشعات المخزونة منذ ما يقرب من ستة أشهر"، وعندما يسأل المتجر تاجر الجملة متى يمكنه توقع تسلم شحنة أخرى، فإنَّه يتلقى فقط رداً واحداً "لا أعرف"، هكذا قال إيجيما، الذي يضيف أنَّه "عندما لا يكون لدى المتجر الأدوية الموصوفة في متناول اليد، يسأل الطبيب عما إذا كان يمكن تغيير الوصفة الطبيَّة إلى دواءٍ مختلف".

تصور جمعيَّة Ueda الصيدلانيَّة المخزون الكامل للأدوية الموصوفة حول 50 صيدليَّة وافقت على البرنامج، وإذا كان هناك نقصٌ في دواءٍ واحدٍ، فإنَّ الصيدليات تشارك مخزونها، ومع ذلك فهناك أوقاتٌ لا تمتلك الصيدليات الأخرى الأدوية ذاتها، ما يعني أنَّ الأطباء غير قادرين على وصفها.

وقال إيجيما "أصبح من الصعب أيضاً الحصول على المضادات الحيويَّة وأدوية السكري وأدوية ارتفاع ضغط الدم، ولا توجد حلولٌ سريعة تعالج نقص الأدوية".

في أوائل تشرين الثاني الماضي، عقد ممارسو الطب وطب الأسنان اليابانيون لتحسين الرعاية الطبيَّة (Hodanren) مؤتمراً صحفياً قال فيه الأطباء إنَّ "التغييرات في الوصفات الطبيَّة تعرض صحة المرضى للخطر". 

وبسبب نقص المخزون، يطلب الممارسون أحياناً من المرضى شراء الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبيَّة، أو يخففون حبوب البالغين ويصفونها للأطفال.

بدورها أجرت جمعيَّة من الممارسين في محافظة أوكاياما مسحاً ميدانياً، ومن بين 180 منشأة طبيَّة استجابت، أشار 87.8 بالمئة إلى أنهم يواجهون صعوبة في الحصول على بعض أنواع الأدوية.

ووجد المسح أنه بالإضافة إلى أدوية السعال والمقشعات، كان هناك نقصٌ في الأدوية مثل خافضات الحرارة والمضادات الحيويَّة وأدوية السكري ومضادات الاكتئاب. واعتباراً من نهاية تشرين الأول، كانت 10.1 في المئة من جميع الأدوية تصل في شحنات محدودة للغاية، وفقاً لمسح أجراه اتحاد جمعيات مصنعي الأدوية في اليابان.

بدأ نقص الإمدادات بسلسلة من الإجراءات الإداريَّة ضد شركات الأدوية في العام 2021. وتبين أنَّ أكثر من 10 شركات، بما في ذلك عمالقة الصناعة، قد ارتكبت احتيالاً في النوعية، بما في ذلك غش العقاقير التي تحفز النوم وتلفيق نتائج الاختبارات، ما أدى إلى تعليق العمليات التجاريَّة. وعندما يتم تعليق عنصر ما، تستجيب شركة أخرى عن طريق زيادة الإنتاج أو تخزين الدواء الذي يعاني من نقص في المعروض، لكن مع ذلك ونظراً لأنَّ الأدوية يتمُّ تصنيعها بشكل منهجي أثناء التنبؤ بالطلب، فلا يمكن للشركة تحويل الإنتاج على الفور إلى دواء مختلف.