وليد خالد الزيدي
إصلاح النظام الاقتصادي يتطلب الكثير من الإجراءات والنشاطات الحكوميَّة ومسارات متعددة الاتجاهات من شأنها أن تلامس البرنامج الحكومي الذي يعتمد على أهمِّ المشاريع الحيوية والتنموية للإسهام في الارتقاء بالخدمات والنهوض بواقع الإنتاج وتطويره في مراحل دعم الاقتصاد الوطني من خلال تعزيز برامج الدولة في تقليص الاستيراد الخارجي والنهوض بواقع الإنتاج الوطني على مختلف الصعد.
على الرغم من أنَّ الإنتاج النفطي وعمليات تصديره تكاد تكون المصدر الوحيد لواقع الاقتصاد العراقي لكنَّ حتى هذا المصدر متعدد الأوجه في تشعباته الاستخراجية واشتقاقاته الإنتاجية ولو أردنا أن نبرز مثالاً على ذلك فهو مجموعة حقول النفط جنوب العراق التي تعد من بين أكثر الحقول في العالم تنوعاً في مشتقاتها وجودة منتجاتها ويأتي حقل (خضر الماي) جنوب البصرة أنموذجاً لتلك الحقول والذي سمِّي بهذا الاسم نسبة لوقوعه ضمن أعمال مقاطعة خضر الماي في ناحية سفوان التابعة لقضاء الزبير جنوب محافظة البصرة ويقع جزء منه غرب المحافظة في ناحية بصية التابعة لمحافظة المثنى الذي اكتشفت أولى آباره عام (1980) لكن على ما يبدو أنَّ الجهة المكتشفة له حينها لم تسنح لها الفرص الكافية لاستثماره والعمل فيه فاعتبرت الحقل غير منتج.
بالاعتماد على التوجهات الوطنية في مجال البحث والتطوير النفطي ارتأت جهات متخصصة عدّة ضرورة تنظيم مؤتمرات متخصصة لمناقشة التحديات والفرص التي تواجه الصناعة النفطية العراقية لاسيما استثمار جميع الحقول النفطية في المناطق منخفضة الارتفاع ومنها حقل خضر الماي الذي يتواجد في أقصى جنوب العراق ذات المساحات الأرضية المنخفضة الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على سهولة استخراجه لقربه من السطح لاسيما أنَّ الكثير من حقول تلك المنطقة تعد امتداداً للحقول الكبيرة في جنوب غرب البصرة التي تتصف نفوطها بخصائص مهمة لكونها تشكل خامات عديدة ومتنوعة ولها معايير جودة تجعل منها أعلى سعراً من غيرها بحيث يجري قياس جودة أي خام نفطي عبر معيارين رئيسين هما الكثافة ونسبة الكبريت في الخام ووفقاً لتلك المعايير فإنَّ خامات تلك المناطق غالباً ما تكون الأغلى ثمناً.
وأناطت وزارة النفط لشركة الهلال الإماراتية المتخصصة في منتصف شهر تشرين الأول الماضي مهمة تفعيل ثلاثة عقود لتطوير حقول للنفط والغاز في العراق ضمن جولة التراخيص الخامسة لاستثمار الغاز فيها بكمية تبلغ (400) مليون قدم مكعب قياسي من حقول خشم الأحمر وكلابات وحقل خضر الماي النفطي الذي فازت به الشركة ومن المتوقع أن تطلق أعمالها فيه خلال فترة قليلة مقبلة.
العمل في هذا الحقل سيضيف الكثير من العوائد الإيجابية منها توفير الكثير من فرص العمل والتشجيع على الاستقرار السكاني من مناطق مختلفة قرب الحقل والإسهام في تغيير واقعها العمراني والتجاري، إذ إنَّ الكثير من الحقول النفطية التي اكتشفت في فترات مختلفة أشرت نمواً متعدد الأوجه في المناطق التي تشغلها.