يعد رأس المال البشري المتمثل بالموارد البشرية من اهم الأصول الإنتاجية لأية مؤسسة اقتصادية كونهم العامل الأهم في العملية الإنتاجية وادامتها، لذا فانه من الضروري العمل على الاهتمام بالموارد البشرية في بلدنا من اجل استثمارها الاستثمار الصحيح الذي يمكن من احداث تطور ملموس وكبير في الاقتصاد
العراقي.
كما انه يجب العمل على وضع الخطط اللازمة لكيفية توزيع هذه الموارد على القطاعات الإنتاجية بما يتلاءم مع امكاناتهم الفنية والعلمية وبما يتلاءم مع متطلبات هذه القطاعات حسب الاختصاصات والاعداد المطلوبة من اجل تحقيق اقصى استثمار ممكن لهذه الموارد.
يفترض ان تعمل الجهات المسؤولة على وضع ستراتيجية واضحة ومتكاملة لإدارة الموارد البشرية في بلدنا، وان يتم تحديد سقوف زمنية لمراحلها وان تراعي جميع رأس المال البشري الإنساني المتوافر من اجل العمل على توظيفه في العمليات الإنتاجية في جميع القطاعات الاقتصادية المختلفة وضمن الخطط التنموية التي يتم وضعها من اجل النهوض بالاقتصاد
العراقي.
كما انه يجب العمل على وضع خطط لتدريب الموارد البشرية المتاحة بان يتم تنظيم دورات تدريبية وتطويرية في مجالات الإنتاج المختلفة وبما يعمل على تطويرهم وزيادة مهاراتهم وقدراتهم وبما يحقق زيادة
انتاجاتهم.
فالدورات التدريبية والتطويرية تصقل قدرات المتدربين وتضيف لمعلوماتهم الفنية الشيء الجديد وتعلمهم طرق وأساليب جديدة في مجال عملهم يمكن ان تحقق زيادة الإنتاجية وتحسينها ومواكبة التطورات الحاصلة في هذه المجالات الفنية.
ويمكن ان تكون هذه الدورات في الجوانب المعلوماتية وفي الجوانب العملية، فتصقل الدورات المعلوماتية الجوانب المعرفية لدى المتدربين، اما الدورات العملية فأنها تعلمهم الجوانب التطبيقية في مجال هذه الدورات فتكون الاستفادة شاملة للمتدربين سواء علمياً او معرفياً او تطبيقياً وبما يحقق اقصى الفوائد المرجوة من هذه الدورات من اجل الوصول الى اقصى مردود اقتصادي للمؤسسات الإنتاجية التي يعملون فيها وبما يحقق انعكاسات إيجابية شاملة على تطوير ونهضة اقتصادنا الوطني بشكل
عام.
وقد فرضت الثورة المعلوماتية والتكنولوجية الحديثة وبالأخص الرقمية منها، والمتسارعة التطور، ان تتمتع الملاكات الوظيفية سواء الفنية او الإدارية بقدرات ومهارات التعامل مع الوسائل والتقنيات المعلوماتية والتكنولوجية المستحدثة والمستخدمة في العمليات الإنتاجية والإدارية وبما يمكن من تحسين جودة المنتج الذي يقدمونه فضلاً عن زيادة كميات الإنتاجية وزيادة القدرة التنافسية لها وبما يمكن المنشأة الإنتاجية من تحقيق اقصى الأرباح المالية التي تنعكس ايجابياً على الموازنة العامة للدولة بالمحصلة
النهائية.
كما انه من المفترض الاهتمام بالتخطيط للموارد البشرية وان تراعي الخطط الموضوعة للاحتياجات المستقبلية لنوعية الموارد البشرية والاختصاصات المطلوبة وفق التطورات الحاصلة في العلوم المختلفة والتقنيات المستخدمة في العمل الإنتاجي والتي تتطلب المهارات المناسبة للتعامل معها من اجل ادامة العملية الإنتاجية وتطويرها ومسايرتها للتطورات الحاصلة في هذه المجالات والتي تتزايد باستمرار بفعل الثورة التكنولوجية الحديثة والتي تستلزم مواكبتها بصورة دائمة.
ان الاهتمام بالموارد البشرية يتطلب الاهتمام بجودة الأداء وتحسينه وفق المؤثرات والمستويات المتعارف عليها عالمياً والتي تمكن الملاكات العاملة من تحقيق أفضل أداء وظيفي يساعد بصورة مباشرة في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتج وبما يحقق مزيد من الأرباح المالية للمنشأة الانتاجية بفعل زيادة فرص التنافسية مع المنتجات الأخرى في
الأسواق.
الاهتمام بالموارد البشرية العراقية والعمل على التخطيط لاستثمارها بالصورة المثلى في القطاعات الاقتصادية المختلفة سيكون نتائج إيجابية كبيرة على الاقتصاد الوطني، ذلك ان العنصر البشري يعد العنصر الأساس والاهم في العملية الإنتاجية الى جانب عوامل الإنتاج الأخرى مما يتطلب حسب ادارته وتطويره وتحسين مهاراته من اجل الوصول الى اقصى ما يمكن من زيادة في الإنتاجية تشكل بمجملها نمواً اقتصادياً يؤدي الى ازدهار الاقتصاد العراقي.