كولر غالب الداوودي
ليست علاقة الإنسان مع الخيول حديثة، فهي منذ العصور القديمة تتعايش معه، إذ يعتمد عليها في التنقل وحمل الأغراض الثقيلة، وكذلك عمليات السحب والدفع وغيرها، وبعد التطور الذي شهد معظم نواحي الحياة، ومنها تطور التعامل مع الخيول والاستفادة منها في مجالات أخرى، برزت رياضة ركوب الخيل.
مسابقات وبطولات دولية أصبحت تقام وتتسابق عليها الدول للمشاركة فيها، والفوز بالجائزة الأولى، إذ ظهرت مسابقة أخرى متميزة وهي مسابقة الجمال للخيول ومعظم الدول الأوروبية تقيم هذه المسابقات، وتوجيه الاهتمام لها، وفي الفترة الأخيرة بدأت بعض الدول العربية توجه اهتمامها إلى هذا النوع من مسابقات الجمال للخيول، منها قطر والسعودية والإمارات، واصبحت هذه الدول تمتلك أكبر وأفضل مرابط للخيول العربية الأصيلة، تضاهي بها مرابط وخيول الدول الأجنبيّة.
تأخر وفوز
وفي العراق تأخر الاهتمام بهذا النوع من السباقات، إذ بدأ في سنة 2015 بالتوجه لهذه المسابقة الجماليَّة للخيول قبل 3 سنوات، إذ تقيم بطولات يشارك فيها من كل محافظات العراق في نادي فروسية أربيل الدولي.
تحدث مصطفى نوزاد (25 عاماً)، من بغداد، ويقيم في أربيل، وهو مالك لمربط للخيل عن شغفه بالخيول، وقال: بدأنا في عام 2015 وأسسنا مربطاً للخيول وتربيتها وتدريبها، ونحن أول من استورد الخيل الأصيلة، وشاركنا بها في بطولات مسابقات الجمال للخيل، وفي كل سنة نشارك في بطولات تقام في نادي فروسية أربيل الدولي باستثناء سنتين 2020 - 2021 بسبب وباء كورونا إذ لم تحدث بطولات، وكنّا نفوز دائماً بالمركز الأول في هذه المسابقات.
استيراد الخيل
يقول مصطفى: إنَّ الخيل الذي ندرّبه هو خيل عربي أصيل، إذ نستورده من إيطاليا والسويد والمانيا والأردن، وسبب تفوق الدول الاوروبية في انتاج الخيل العربي الأصيل على العرب لأنهم حافظوا واهتموا بالخيل، لينتجوا أجمل الخيول، وفي الفترة الأخيرة بدأت بعض الدول العربية مثل السعودية وقطر والإمارات تولي اهتماما للخيول العربية وتربيتها، وعمل مرابط للخيل متطورة وضخمة تنافس دول العالم بجدارة في بطولات الخيل.
وأضاف: "نحن أيضا نستورد العلف من إسبانيا، ونهتم بالخيول كثيرا، ولكن نواجه صعوبات بعدم توفر الادوية الخاصة لعلاج الخيول، ونضطر لاستيراد هذه الادوية من الإمارات وأوروبا والدول الشقيقة".
طموح
وبشأن انتهاء فترة الحضر الدولي للمشاركة في البطولات خارج العراق، ذكر مصطفى سبب وجود الحظر الدولي، ومنع تصدير الخيول وخروجها خارج العراق فقط، إذ يسمح باستيراد الخيول فقط، لذلك يـأمل بانتهاء هذا الحظر للمشاركة في البطولات خارج العراق، وعمل مرابط ضخمة للخيول لتدريبها وانتاج أنواع مميزة منها.
وشارك مدرب للخيول وتجهيزها لمسابقات الجمال الأستاذ مولود الربيعي، (31 عاماً) في حديثه لـ (الصباح)، وهو اختصاص تدريب خيول عربيّة فقط، حيث بدأ اهتمامه وركوبه على الخيل منذ أن كان بعمر الـ 8 سنوات، وبالنسبة لموضوع تدريب الخيل فقد استمر لـ 15عاماً، إذ تعلم المهنة في بادئ الأمر في إيران ثم ذهب إلى الخليج وبعدها إلى أوروبا، وأخيراً استقر في العراق عام 2015، وبدأت البطولات لمسابقات جمال الخيول، وذكر مولود، بأنّه قبل هذه السنة لم تكن هناك مسابقات من هذا النوع في
العراق.
وتابع الربيعي: "نحن ندرب الخيول لبطولات الجمال وهي البطولات الجماليَّة نفسها التي تقام للبشر من بطولة رفع الحديد، وكمال الأجسام وغيرها، ونحن نعمل في تدريبها عن طريق الرياضة الصباحيَّة لتقوية العضل وتعديل الجسم، والخيول العربيّة معروفة بامتلاكها الرقبة النحيفة والمقوّسة، وفي التدريب نعمل على تدوير رقبة الخيول لكي تتصبب عرقاً وتصبح رقبتها نحيفة أكثر، وكذلك نعلم الخيول طريقة الوقوف وحركتها المتناسقة مع العارض، وتفاصيل أخرى وعادة تستجيب الخيول للأوامر وهي من الحيوانات الذكية".
ترويض
يقول مولود: توجد طرق تستعمل لكي تطيع الخيل الأوامر، ويستمر في تنفيذها منها التنبيه والتشجيع، ولا بدَّ أن يكون هذان الأمران في الوقت المناسب اي في حال إذا عمل الحصان عملاً خاطئاً نوجّه اليه تنبيه، ونحاول إفهامه بأنّ الذي عمله خطأ، وبالوقت نفسه إذا قام بعمل صحيح نشجعه ونكافئه بإعطائه من المأكولات التي يحبها كقطعة من السكر أو جزر، ولا بدَّ أن يكون هذان العملان التنبيه والتشجيع في غضون أقل من 30 ثانية، واذا اجتاز هذا الوقت أكثر من ثلاثين ثانية لا يفيد الحصان أو يعزز انتباهه، ولا يعرف على ماذا نبّه أو على ماذا شجّع.
بطولات ومسابقات
وذكر مولود، أنَّ "البطولات التي شاركها بواسطة خيوله كانت في البداية على مستوى إيران، لأنّه بدأ بتعلم هذه المهنة في إيران، وبطولات العراق شارك فيها في سنة 2015 حتى شهر 11 من السنة الماضية، وهذه السنة لم تقم بطولة، ولكن في 12/ 8 ستقام بطولة في أربيل.
وأضاف، أنا المدرب الوحيد الذي أملك شهادة من المنظمة العالميَّة للخيول العربية (هيكاغو)، وهذه المنظمة اختصاصها الإشراف على البطولات في أنحاء العالم للخيول العربية، وفي كل سنة تقام 6 بطولات لهذا النوع من البطولات سواء في ايران أو في دول أخرى.
وتابع مولود كلامه، وقال: لا يوجد في العراق مدربو خيول على مسابقات الجمال، ولكن يوجد مدربين في غير مجال، وليس في هذه المسابقات الجماليّة.
مواصفات
يُبين مولود أنَّ "هناك خمس نقاط على أساسها ترشّح الخيل للفوز بالمسابقة؛ أولاً الهوية يجب أن تكون عربيَّة، والرأس والرقبة والجسم والانسياب والقوائم والحركة، وكل صفة تعطى لها نقطة، والنقاط تكون من 20 نقطة، ومن ثم تجمع النقاط والمجموع المعدل الرقمي يتوج الخيل بالمراتب الفائزة؛ الاولى والثانية والثالثة".
وأوضح، أنَّ "مكان تدريبهم في المزرعة التي يملكونها، ويشرف هو على ادارة المزرعة وتدريب الخيل ويملك 40 رأساً من الخيل، ويجهز ويدرب على مسابقات الجمال 15 من الخيل، وسيشارك في البطولة التي ستقام في الشهر 12 من هذه السنة من كل أنحاء العراق، وهي بطولة محلية وليست دولية بسبب وجود حجر صحي على العراق، وإلى الان غير مفتوح وليس باستطاعتهم تصدير الخيل ولا أخذ الخيل للمشاركة في البطولات الدوليّة، وبالوقت نفسه لا يستطيع من في الخارج المشاركة في هذه البطولات المحليّة لدينا، لأنّه في حال دخلت
خيولهم إلى العراق لا تستطيع الخروج منه والعودة بسبب الحجر الصحي، ووجود أمراض إلى الآن لم تسيطر عليها البيطرة، وهي أمراض موجودة منذ وقت بعيد، وكان المفروض ايجاد لقاح تُهيئه البيطرة للسيطرة على الموضوع، ولكن إلى الآن لا توجد سيطرة على هذه الأمراض التي تصيب الخيول".
عالميَّة
يؤكد مولود أنَّ لديه طموحاً للوصول إلى العالميَّة، وقال: أنا كشخص مجتهد في هذا المجال أود وأسعى للوصول إلى العالمية، واستطيع عرض الخيل في بطولات عالمية على مستوى أوروبا والخليج، وهذه المسابقات تعد من أنواع الرياضة وهي من أفضل أنواع الرياضة.