طهران / وكالات
بينما تواصل واشنطن تحشيد قواتها في الشرق الاوسط تحسبا لاي احتكاك مسلح مع القوات الايرانية أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أمله بألا تتجه الأوضاع للحرب مع إيران ، كما أبلغ وزير دفاعه بالوكالة باتريك شاناهان بعدم رغبته في خوض حرب حسب صحيفة نيويورك تايمز، في ظل ذلك ذكرت مصادر بالكونغرس الأميركي، أمس الجمعة، بأن مسؤولين من إدارة الرئيس، دونالد ترامب، سيدلون بإفادات سرية بشأن الموقف مع إيران خلال الاسبوع الجاري، وذلك بعد أن طلب مشرعون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري مزيدا من المعلومات.
وقال معاونون بالكونغرس، إن وزير الخارجية، مايك بومبيو، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال، جوزيف دانفورد، والقائم بأعمال وزير الدفاع، باتريك شاناهان، سيحضرون جلسة عصر الثلاثاء المقبل أمام مجلس الشيوخ بكامل هيئته.
ويسيطر رفاق ترامب الجمهوريون على أغلبية المقاعد في مجلس الشيوخ.
وأفاد معانون في مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، بأنهم يتوقعون أيضا إفادة مع بومبيو لكن لم يتم الانتهاء بعد من التفاصيل الأخرى.
ويشكو أعضاء الكونغرس منذ أسابيع من أن إدارة ترامب لم تطلعهم على معلومات كافية بشأن التوتر الحالي مع إيران، بل إن بعض الجمهوريين يقولون إن الإدارة لم تطلعهم على أي شيء بشأن تلك القضية.
مجلس النواب
بدورها أكدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، أن البيت الأبيض لا يملك تفويضا من الكونغرس لشن حرب على ايران.
وقالت بيلوسي، في مؤتمر صحفي: «ينص الدستور على أن إعلان الحرب هو مسؤولية الكونغرس، وآمل في أن يعترف مستشارو الرئيس بأنه لا تفويض لديهم للمضي قدما في هذا الموضوع بأي شكل من الأشكال».وشددت بيلوسي على أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لا تستطيع استخدام قانون «الإذن باستخدام القوة العسكرية ضد الإرهابيين»، الذي تم تبنيه عام 2011 على خلفية هجمات 11 ايلول، لشن أي حرب جديدة في الشرق الأوسط.
ورحبت رئيسة مجلس النواب، الذي يمثل الديمقراطيون الأغلبية فيه، بتأكيد ترامب أنه لا يسعى لخوض أي حرب مع إيران، مشيرة إلى أن هذا الموضوع يمثل إحدى نقاط الاتفاق بينهما.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعرب عن أمله في ألا تخوض بلاده حربا مع ايران.
وقال ترامب، في تصريح صحفي أدلى به، في البيت الأبيض، ردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تنوي شن حرب على إيران: «آمل أنه لا».
تحشيد اميركي
في الوقت نفسه قامت القيادة العسكرية البحرية للولايات المتحدة بإدخال المزيد من السفن العسكرية إلى الخليج لدعم ومساندة مهام حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن في المنطقة.
وذكر موقع أخبار البحرية الأميركية « usni” أن مدمرتين من نوع “أرلي بورك” و”ماكفول” بالإضافة إلى” غونزاليس” التي تحمل صواريخ من نوع توماهوك دخلت مياه الخليج.
كما أشار الموقع الى وجود سفن أمريكية قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة بالقرب من مدخل الخليج ومن بينها سفينة هبوط عالمية “Kearsarge” والتي تحمل على متنها بين 20 و30 طائرة ومروحية، بما في ذلك أحدث قاذفات مقاتلة من الجيل الخامس F-35B.
وأضاف الموقع عن وجود بعض السفن الأمريكية على سواحل سلطنة عمان ومن أبرزها حاملة طائرات من طراز Nimitz Abraham Lincoln ، والتي تحمل على متنها حوالي 90 طائرة وهليكوبتر.
وقال المكتب الصحفي للبحرية الأمريكية، في وقت سابق، إن المجموعة تضم طراد الصواريخ “ليت جلف” والفرقاطة “منديز نونيز” والمدمرة “بينبريدج”.
وكانت الولايات المتحدة أرسلت تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط تضمنت حاملة طائرات وقاذفات من طراز بي — 52 وصواريخ باتريوت، في استعراض للقوة في مواجهة ما يقول مسؤولون من الولايات المتحدة إنه تهديدات إيرانية للقوات والمصالح الأمريكية في المنطقة.
متناقضات سياسية
بدوره اتهم مسؤول عسكري إيراني رفيع المستوى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بـ “الخداع”، مشيرا إلى أن واشنطن تدعو إلى إجراء محادثات وفي الوقت نفسه “توجه السلاح” نحو طهران.
وقال المساعد السياسي للقائد العام لحرس الثورة الإسلامية الإيرانية العميد، رسول سنائي راد، في حديثه لوكالة “مهر” الإيرانية إن “أعمال الزعماء الأميركيين الهادفة لممارسة الضغط وفرض العقوبات والحديث عن المحادثات في الوقت نفسه تشبه توجيه السلاح إلى أحد ودعوته في الوقت نفسه إلى الصداقة والمحادثات”.
وأضاف: “إن سلوك الزعماء الأمريكيين هو لعبة سياسية تتكون من التهديدات والضغوطات والتعبير عن الرغبة في إجراء محادثات، وذلك من أجل إظهار مظهرهم السلمي وتضليل الرأي العام” حسب تعبيره.
وأعلن الرئيس ترامب في وقت سابق أنه يريد أن يجد طريقا دبلوماسيا لحل القضايا مع إيران، وذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي معها الذي تم توقيعه عام 2015 ، وبعد خطواتها الهادفة لوقف تصدير النفط الإيراني الشهر الجاري وزيادة التواجد العسكري الأمريكي في منطقة الخليج.
من جهته قالت السلطات الإيرانية إن الخطوات العسكرية الأمريكية تتحول إلى “حرب نفسية” تهدف لتخويف إيران، في حين قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي في الأسبوع الجاري أن طهران لن تجري أي محادثات مع واشنطن بشأن الاتفاق النووي، مضيفا أن هذه المحادثات ستكون بمثابة “سم”.
«عواقب كارثية»
في المقابل حذرت الأمم المتحدة من استمرار تصعيد التوتر في منطقة الخليج بين إيران والولايات المتحدة، معتبرة أنه قد يؤدي إلى عواقب كارثية.
وفي مؤتمر صحفي عقده، بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، قال ستيفان ديوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، “نشعر بقلق بالغ من عدم استقرار الأوضاع، وندعو الجميع إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ومنع أي تصعيد وزيادة للخلافات، إننا قلقون من الخطاب الذي نسمعه”.
وتابع ديوجاريك، مجيبا عن سؤال آخر حول “مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة في جهود تسوية هذا الوضع، لا سيما أنه قد يتحول إلى حرب”: “إنه يتابع هذا الموضوع عن كثب... وتم إجراء عدة اتصالات”.
وأضاف المسؤول الأممي: “تكمن رسالتنا ورسالة الأمين العام في ضرورة ضبط النفس في كل من التصرفات والخطاب، وفي مثل هذه الأوضاع، يمكن أن تظهر تفسيرات خاطئة للتصرفات والخطاب، ما قد يؤدي إلى عواقب كارثية، وهذا مهم جدا”.
وأوضح ديوجاريك أن فريق الأمين العام مستعد للقيام بدور الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران حال إرادتهما ذلك، مجددا أن الأمم المتحدة مشاركة بشكل كبير في جهود تسوية التوتر في منطقة الخليج.