أنيقات «الفيسبوك».. عرض أزياء دائم

منصة 2023/12/21
...

  هدى عبد الحر

سؤال مزعج وملح يتردّد في ذهني دائما كلما شاهدت متاجر الأزياء ودعايتها الهائلة في صفحات التواصل الاجتماعي، وربما يتردّد في ذهن كثير من النساء مفاده، هل غيّرت «السوشل ميديا» حياتنا بشكل جذري..   و(الناء) في (حياتنا) المقصود بها نحن النساء فقط.
والتغير المقصود هو ما يتعلق بتفاصيل المرأة وحياتها، خاصة الأزياء، تلك الجزئية المهمة وربما هي الجزئية الأهم والأكثر ضرورة وإلحاحا لارتباطها بكينونة المرأة وحضورها في المجتمع.
 إجابات كثيرة متوقعة ومحتملة ومفترضة، ومنها أن بعضهن لا يمكنهنّ العيش من دون «السوشل ميديا» أو حتى الابتعاد عنها ليوم واحد فقط.
وهذا جواب الغالبية العظمى كما أتوقع، بل كما أتيقن، فمنها تستمدّ المرأة  كل شيء .
فكلّ يوم وأنا أتجول في تطبيق “الفيس بوك”، تظهر أمام عيني الكثير من المواقع الخاصة ببيع الملابس النسائية المختلفة، ومن بين هذه المتاجر، ما يتشابه في الماركات والعروض، ومنها ما يعرض أشياء مختلفة وجديدة، كذلك هناك من يكتب مجموعة من النصائح والإرشادات في كيفية ارتداء الأزياء، وعن اختيار الألوان المناسبة بما يتناسق مع نوع الجسم والعمر، ويتلاءم مع المناسبة المخصّصة للزي، فضلا عن الصور التي لا تعدّ ولا تحصى لموديلات يعرضن الملابس ويقترحن أيضا تناسق الألوان .
وقد زاد من تفاعل النساء مع هذه الأزياء هو التبضع الالكتروني، فمع ظهور خدمة التوصيل صار الأمر غاية في السهولة واليسر .
وبهذا.. فأن منافذ التسوق و”الدلفري” تشهد انتعاشا وكثرة “اللايكات” لبعض الأزياء تتسبب في كثرة الطلب عليها، لأنّ المبالغة في التعليقات وإظهار مدى إعجاب السيدات في المنتج المعروض تشجع الأخريات على اقتناء القطعة، وكذلك ما تعرضه الشهيرات أو “الفشنستات” أو “الموديل” يثير الرغبة في الشراء أو ارتداء هذه الأزياء على وجه الخصوص، ومن جهة أخرى هو ترويج النوع المعين وثقافة معينة من الأزياء التي  يراد لها أن تنتشر على وفق  موجات متلاحقة متسارعة جدا، حتى يكثر العرض والطلب في آن واحد.
فما مدى وحدود تدخل “الفيسبوك” مثلا، وهو إحدى وسائل التواصل المهمة في صنع  ظاهرة  ما، من الأزياء.
سابقا كانت المجلات أو الجرائد، والتي لا تصل لكل يد، هي من يقوم  بهذا الدور، ولكن بشكل محدود جدا وليس له ذلك الأثر الذي نراه الآن.
الحقيقة.. إن فضاء “الفيس” فضاء محرّضا جدا، يشير ويصرّح ويلمح للأزياء، لذا هو الأكثر تأثيرا في زي المرأة وذوقها، ومن ثم صار هو من يرسم لها ملامح يومها القابل، كذلك لأنّه يوفر وقتًا أطول للتأمل والمرور على خيارات كثيرة ومتنوعة، فإنه الأكثر أثرا على الرغم من إن أسعاره واحدة، ولا تقبل المجادلة حول السعر التي تتقنها النساء عادة مع
الباعة.