مثقفة وجميلة.. وخائفة!

منصة 2023/12/21
...

قبل خمسة أشهر تعرفت على شابٍ عبر أحد برامج التواصل الاجتماعي، أكبر مني بست سنوات (هو عمره 33 وأنا 27 سنة)، كان في غاية الأدب والأخلاق، ولأنَّني كنت أشعر بالوحدة والفراغ فإنَّني وجدت فيه التفهم والتعاطف معي وصرتُ أبوحُ له بكل شيء وأجد معه راحتي النفسيَّة.
بقينا نتحدث خلال هذه الأشهر وقبل مدة أخبرني بأنَّه يحبني، لم أعرف بماذا أجيبه، بقيت مترددة وخائفة في الوقت ذاته، لأنني لم أكن متأكدة من مشاعري تجاهه.
صحيح أنَّني أحترمه ومعجبة به ولكن لم أفكر بأني أحبه.
ظلَّ يلحُّ عليَّ بأنْ يعرفَ حقيقة مشاعري، بعدها طلب مني رقم هاتفي النقال فرفضت فترة طويلة وهو يلحُّ علي.
أخبرته أنَّي أخافُ على سمعتي وسمعة أهلي ووظيفتي أيضاً، وخوفاً من تعلقي به وقد يتركني حين نلتقي مع أنني مثقفة وعلى درجة من الجمال.
ولسببٍ ما لا أعرفه ولكثرة إلحاحه، تبادلنا الأرقام وكلّمته عبر الهاتف ولكنْ لمراتٍ معدودة كان فيها غاية بالأدب والرقة، بعدها بدأتُ أشعر بأنَّي أخذت أتعلق به يوماً بعد آخر وشعرت أنني بدأت أحبه حباً ممزوجاً بالخوف.
حضرة الدكتور قاسم، الذي أريد أنْ أعرفه، هل فعلاً ما أحسَّهُ نحو هذا الشخص هو حبٌ حقيقيٌّ، وإنْ كان فعلاً حالة حب، فكيف أضمن لنفسي أنْ أكونَ له وأنا أتذكر كلمة مهمة جداً كنت توصي بها كثيراً هي قولك (الزواج سهل لكنَّ الأهم هو ضمان ديمومة الزواج).
وكيف لي أنْ أتأكد من صدق هذا الإنسان، علماً أنَّه طلب مني أنْ ألتقي به ولم نتكلم منذ فترة، وأنا أشعر بالخوف منه والخوف من فقدانه.
أرجوك ارشدني الى طريق الصواب، فأنا كمن يمشي في شارع الضباب.
صبا - بغداد
الآنسة صبا
 الذي يجعلني أطمئنُّ عليكِ هو أنَّك مثقفة وتمتلكين عقلاً يفكر بشكلٍ جيدٍ، وما جادت به التكنولوجيا أنَّها وفرت الانترنت وسيلة سايكولوجيَّة لطيفة، وقامت أحياناً بدور الاستشاري النفسي، أعني أنَّ الإنسان يجدُ عبرها من يشكو له همومه ويبوح بأسراره وينفّس عن مكبوتاته فيشعر بشيء من الارتياح، لا سيما أولئك الذين يميلون الى العزلة وليس لديهم أصدقاءٌ حقيقيون وأحبة يستشيرونهم في مشكلاتهم العاطفيَّة بشكلٍ
خاص .
والذي يحصل، بين الشاب والشابة بشكلٍ خاصٍ، أنْ تتطور هذه الحاجة السايكولوجيَّة من حالة شكوى الهموم والمؤانسة الى الاستلطاف والارتياح ثم التعلق فالوقوع في الحب بعد أنْ يكون كلا الطرفين قد رسمَ صورة جميلة للطرف الآخر تقاربُ أو تطابقُ تلك التي رسمها عن شريك الحياة.
والذي يحيرك الآن ويؤرقك هو هذا السؤال: هل ألتقي به؟
والجواب هو نعم، عليك أنْ تلتقي به، ولكنْ لا تراهني على هذا اللقاء بأنَّه سيحققُ هدفك؛ لأنك لو فعلتِ ذلك وحصل عكس ما كنت تتمنين فستحصل لك صدمة نفسيَّة قد تدفعين ثمنها غالياً من آلام نفسيَّة وشعورٍ بالذنب وتأنيب الضمير، بل ضعي للفشل احتمالاً له حصة أكبر من حصة النجاح، وخففي من خوفكِ الناجم عن شدة حرصك، مع تمنياتنا لك وله أيضاً بالموفقيَّة.