عواطف مدلول
(حقوقها) عنوان الكتاب الذي صدر مؤخرا للقانونية علياء الحسني، وقد تضمن جميع القوانين الداعمة والمنصفة للمرأة بالعراق، والتي تجهلها وتغفل عنها أغلب النساء، حيث يأتي ذلك الكتاب كمحرر ومخلص لكثير منهن في ظل انتشار شتى أنواع الظلم والعنف تجاههن، لا سيما اللواتي يعجزن عن مواجهة معظم التجاوزات، التي يتعرضن لها جراء الخوف من المجتمع، أو بحكم العادات والتقاليد التي تحجم خطواتهن المطلوبة بخصوص تلك الأمور. وقد اختارت المؤلفة علياء الحسني إنجاز هذا الكتاب خلال هذه الفترة، التي تواكب الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات.
وتؤكد أن السبب الأساس وراء فكرة الكتاب- وقد ذكرتها في مقدمته- أنها تشاهد وبشكل يومي ضحايا الجهل بالقانون من النساء، اللواتي يتنازلن عن حقوقهن بكل سهولة مجبرات جراء عدم معرفتهن بها، لافتة إلى أن هذا الكتاب هو مشروع ثقافة قانونية للمرأة العراقية.
وعن مضمون الكتاب تشير الحسني إلى أنه يتكون من سبعة أجزاء، الأول يتناول حقوق المرأة السياسية من حق الانتخاب والترشيح وتولي المناصب العليا، أما الجزء الثاني فقد تحدثت فيه عن الحقوق المدنية للمرأة، أي حقها في الميراث والتعليم والعمل من دون تمييز، وحقها في ضوء قانون الجنسية النافذ باكتساب الجنسية ومنحها للأولاد .
وأشارت في الجزء الثالث إلى الحقوق الأسرية التي تكتسبها المرأة بعد انعقاد عقد الزواج، وحديث مفصل عن هذه الحقوق، في حين اعتبرت الجزء الرابع مهما جدا، لأنه يحمل معلومات تفصيلية ودقيقة، بمثابة حملة توعية واسعة عن الطلاق وأسبابه وانواعه وكيفية الحصول على التفريق اذا ما دعت الأمور لذلك، لا سيما بعد تفشي تلك الظاهرة بمجتمعنا بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
الفصل الخامس يناقش ويضع الحلول لحقوق المرأة بعد انحلال الرابطة الزوجية، كحق المرأة بالسكن والتعويض والمهر والنفقات والاثاث.
بينما الفصل السادس يدور حول الحضانة موضحة: لقد كانت اجابتي وافية وشاملة عن كل التساؤلات بخصوص موضوع الحضانة في هذا الفصل وبإسهاب تام، أما الفصل السابع يبحث الحقوق المهدورة للمرأة في القوانين العراقية، وذلك الجزء سلط الضوء عن القوانين التي تنتهك حقوقها في العراق، وختمت الكتاب بأهم محور تحتاجه المرأة بكل الظروف في الفصل الثامن من الكتاب، حيث ركز على العنف ضد المرأة أسبابه وأشكاله ومعالجاته .
وسعيا لوصول الكتاب لأغلب النساء من مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية تبين الحسني: كتبته بلغة سلسة جدا بعيدة عن تعقيدات العبارات القانونية التي لا تفهمها ربما النسوة البسيطات، لذلك إذا اقتنت أية سيدة أو فتاة الكتاب، فأنا أراهن أنها ستستفيد كثيرا منه، باعتباره سيكون مرجعا ومنقذا لها بأمور حياتها بكل مراحلها العمرية، مشيرة إلى أن الكتاب في الوقت الحالي متوفرٌ لدى دار النشر ويمكن الحصول عليه، متمنية أن تتبنى أية مؤسسة نسوية طباعته وتوزيعه مجانا بين النساء كبادرة ثقافة قانونية.
وعن مدة انجاز الكتب وتحديد موعد اصداره تلفت إلى أن فكرته جاءت مباشرة بعد تأليف كتابها الأول (اتفاقية سيداو)، وقياس مدى ملاءمته للتشريعات العراقية، انطلقت لكتابته لكن ظروف عملها بالمحاكم وعدم تفرغيها له كليا، حيث أجلت موضوع حسم طباعة الكتاب كثيرا، إلا أنه رأى الضوء هذا العام وتزامنا مع الحملة المخصصة لمناهضة العنف ضد المرأة.
وتختم حديثها بالقول إن أساس الكتاب ومضمونه، وحتى الغاية منه هو مساندة النساء المظلومات، والهدف الرئيس أن يأخذ بأيديهن للطريق والتصرف الصحيح، الذي يحافظ على كرامتهن واستحقاقهن بحسب القانون العراقي، حيث يمكن الاستعانة به دائما للتوعية بالحقوق المنصوصة فيه.