المرجعية تدعو إلى الالتفات لمعاناة الشباب

العراق 2019/05/17
...

كربلاء المقدسة / الصباح
دعت  المرجعية  الدينية   العليا  إلى الالتفات لمعاناة الشباب والضغوط التي يتعرضون لها، وطالبت الجهات ذات العلاقة بالاهتمام بهذه الشريحة باعتبارها ذخيرة
 للبلاد.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا السيد أحمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف: إن “الشباب يمثلون الذخيرة التي يعتز بها أي بلد يحاول أن يرسم لنفسه مستقبلا زاهراً”، وتساءل الصافي عن “المسؤول” الذي يجب عليه أن يرسم مستقبل هذه الشريحة خصوصاً في ظل ما تعانيه من مشاكل كثيرة وكبيرة، لافتا الى أن “الحديث يتركز على تشخيص بعض المشاكل التي يعاني منها
 الشباب”.
وأضاف، ان “البعض من الشباب يعانون من ضغوطات كثيرة فضلاً عن وجود قوى تريد أن تأخذهم الى اللامسؤولية لأنها تعي أن هذا الشاب سيصبح بعد خمسة عشر عاماً أو أكثر في موقع المسؤولية وانه في حال عدم اكتمال الرؤى الفكرية والثقافية عنده سيصبح من غير المعلوم أن يكون عنصراً نافعاً”.
ولفت الصافي، الى أن “هذه الضغوطات التي يعاني منها الشباب تتطلب وجود من يرشدهم سواء أكانت الاسرة التي يجب أن تتحمل مسؤوليتها أم المدرسة والجو العام”، مبينا أن “خسارة أي شاب تعني خسارة لعنصر نافع في المجتمع كان من الممكن أن يكون مصلحاً”، حاثاً في حديثه الذي وجهه للشباب “على ضرورة الالتفات لهذه المسألة وأن يكونوا على مستوى من المسؤولية وأنه في حال شذ شخص أو اثنان فعلى الغالبية من الشباب تحمل المسؤولية وتفهم الأمور”، وأكد على “ضرورة الجدية، لأن الشاب في هذه الفترة العمرية يكون في مرحلة الفتوة والنشاط العضلي والذهني والعقلي”، داعيا الى “ضرورة أن يستثمر الشباب جميع الأوقات”.
وبين ممثل المرجعية العليا، أن “الاوطان لا تبنى الا من خلال الاخلاص والسعي والجد، وان على الشاب أن يواجه المشاكل والصعاب ويخوض غمار الحياة بمنتهى القوة والشجاعة”، مشيرا الى “ضرورة أن يكون للشاب هدف في حياته يسعى الى تحقيقه”، مردفا أن “الاهداف لا تتحقق بالأماني وإنما بالسعي وإن كان الامل شيئا حسنا الا انه يتطلب عملا يستتبعه”.
ورأى الصافي، أنه “من الضروري التفكير بالمستقبل، وان من اسباب عدم توفيق الانسان هو حينما يكون بصره بمقدار قدمه ولا ينظر الى الامام ويتعامل مع الحاضر فقط ولم يضع أي خطة للمستقبل”، داعياً إلى “ أن يتنبه الشاب الى الشخص الذي يأخذ منه النصيحة، لأن البعض يحاول أن يدس السم بالعسل ويتسلق على اكتاف الشباب لتحقيق 
غاياته”، 
وأعرب السيد الصافي، عن خشيته “إزاء ما يشهده العراق -الذي يتميز بالتكاتف الاسري- من التفكك نتيجة المشاهدات التي تعيشها بعض الاسر التي يكون فيها الاب في شأن والام في شأن والابن كذلك”، داعيا الى “ضرورة استثمار النزعة الفطرية للإنسان الذي يكون بطبيعته محبا للجلوس مع اولاده وكذلك الابن يحب ان يسمع من
 ابيه”. ووجه ممثل المرجعية، حديثه في ختام الخطبة للشباب بضرورة “التبصر بأمورهم وإيجاد من يرشدهم برأيه والتعلم منه في جميع المجالات لأن العلم يبدأ ولا ينتهي، فضلا عن وضع خطة قابلة للتطبيق والتفاؤل بالمستقبل لأن ذلك يحقق النتائج”، كما طالب “صاحب القرار سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو مدنيا أو أي شخص له رأي أو كلمة وكذلك الاسر الكريمة بالاطلاع على ما يعانيه الشباب وعدم جعل التفكك الاسري ضريبة تزيد من هذه المعاناة”.