بغداد: شكران الفتلاوي
أبرمت الحكومة العراقيَّة مع الجانب الياباني في مقرِّ وزارة الماليَّة، اتفاقاً لصالح المشاريع الاستثماريَّة ذات الجدوى الاقتصاديَّة، إكمالا لما بدأت به الحكومتان من تعاون على الصعيد الاقتصادي، ويأتي في مقدمتها تمويل مشروع تجهيز إمدادات المياه في السماوة بمبلغ 300 مليون دولار ضمن القرض الياباني لإنشاء أول محطة واسعة النطاق لمعالجة المياه وتخفيف الآثار السلبيَّة لتغير المناخ.
وزير المالية طيف سامي التي وقعت عن الجانب العراقي مع السفير الياباني المعتمد في بغداد فوتوشي ماتسوموتو، قالت، في اللقاء الذي حضرته «الصباح»: إنَّ العراق وتنفيذاً لما جاء في المنهاج الوزاري الذي ركز على مناصرة الاقتراض لصالح المشاريع المهمة ضمن القرض الياباني، للإسهام في تطوير كميات مياه الشرب ومعالجتها.
وتابعت سامي، «نعمل على تطوير المشاريع التي تسهم بتطوير كميات المياه الصالحة للشرب والاستخدام الفعال للموارد المائية من خلال إنشاء محطات الضخ ومن ثم الاستخدام النهائي الذي بدوره سيسهم في زيادة ساعات التجهيز ونوعية المياه المجهزة».
وأضافت أنَّ «البلد في تواصل مستمر مع الجانب الياباني وعلى مختلف الأصعدة وتنفيذ مختلف المشاريع»، لافتة إلى أنه «سيتم توقيع قرض مشروع تحسين تجهيزات إمدادات المياه في السماوة بمبلغ أكثر من 45 مليار ين ياباني بما يعادل 300 مليون دولار للإسهام في استقرار تجهيز مياه الشرب المعالجة والمجهزة من المشروع».
من جانبه أوضح السفير الياباني المعتمد في بغداد فوتوشي ماتسوموتو، في كلمته، أنَّ المشروع يهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المدينة، لافتاً إلى اقتراح خمسة مشاريع بضمنها مشروع قرض على مرحلتين لعام 2024 متطلعاً إلى رؤية أكبر عدد ممكن منها ليتم إدراجها في ميزانية العام 2024، مكرراً القول بالتزام حكومته بمواصلة دعم العراق وشعبه من أجل تعزيز العلاقات الثنائية.
يشار إلى أنَّ المشروع يتضمن إنشاء محطة معالجة المياه بما في ذلك محطة التحلية، فضلاً عن تنصيب خطوط مياه من محطة المعالجة إلى محطة الضخ وخطوط صرف المياه المالحة المركزة، يرافق ذلك العمل على تحسين حجم ونوعية المياه وسد الفجوة بين العرض والطلب في مدينة السماوة، ناهيك عن إسهامه في تخفيف الآثار السلبية لتغير المناخ، إذ من المتوقع أن تقوم المحطة بتحلية مياه نهر الفرات الذي يعاني من ارتفاع نسبة الملوحة في السنوات الأخيرة بسبب انخفاض كميات الأمطار.
على الصعيد نفسه، رحّب مدير مكتب (جايكا) في العراق جين يونيدا بمشاركته بتوقيع القرض الياباني، لافتاً إلى أنه يأتي استكمالاً للمشاريع العملاقة التي تنفذها وكالة (جايكا) في جميع أنحاء العراق، معرباً عن شكره للحكومة العراقية للمضي قدماً من أجل إنجاز المشاريع التنموية التي ستسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلد.
يذكر أنَّ حكومة اليابان قدمت قرضاً من وكالة جايكا لبناء نحو 30 مشروعاً ضخماً للبنية التحتية في العراق حتى الآن، بضمنها إعطاء الأولوية لمشاريع قطاع المياه باعتباره بنية تحتية أساسية للعيش.