13 عامأ من السينما في الصباح

العراق 2019/05/18
...

علي حمود الحسن
لم تكن مهمة الكتابة عن السينما سهلة، وليس سهلا ان تكون ناقدا سينمائيا في بلد لا توجد فيه  دور عرض سينمائية ولا شركات انتاج، ومع ذلك كنت مصرا على الكتابة المتخصصة، لاسيما ان المشاهدة صارت متاحة بفضل الثورة الرقمية التي نعيش تحت ظلها الوارف، وكانت مهمتي ان أصل الخيط الرفيع بين جمهور القراء وسحر السينما العالمي والعربي والى حد ما المحلي، وعلى مدار ثلاثة عشر عاما، هي مجمل مسيرتي المهنية في جريدة “ الصباح “التي نحتفل اليوم بالذكرى السادسة عشرة لتأسيسها، اذ التحقت بصفحة” فنون” التي يرأس تحريرها يومذاك الزميل سامر المشعل،  ثم تحولت الى ملحق “فنون” الذي هو عبارة عن مجلة متخصصة، يصدر مرفقا بالجريدة أسبوعيا، متضمنا أبوابا للمسرح والسينما والتشكيل والموسيقى والإذاعة والتلفزيون، فضلا عن المتابعات، بواقع صفحتين لكل باب من الأبواب، نجح الملحق في رصد الحركة الفنية العراقية من الشمال الى الجنوب واستقطب اقلاما رصينة وجادة، وكان لصفحتي “سينما” حضورا لافتا، اذ كانتا مرآة للحراك السينمائي المحلي والعربي والعالمي، وكان فريق تحرير فنون متناغما ، والجميع يمارس الفنون الصحفية من مقال وتحقيق ومتابعة وخبر، حاله حال الملاحق الأخرى، وكان الحماس متناميا على الرغم من الظروف العصيبة التي مر بها الوطن، وقتذاك كانت” الصباح “ ومنتسبوها بل وحتى قرائها مستهدفين من قبل خفافيش الظلام، ومع ذلك واصلوا العمل ولم تنقطع عن الصدور حتى في احلك الظروف. بعدها حصلت انعطافة في مسيرة الصباح الفنية، اذ تم تغيير التصميم  الى “الماكيت” الثابت، فألغيت الملاحق وتحولت الى صفحات متخصصة، وتفردت السينما بتصميمها الجديد وصنفت بحسب القراء والمتابعين بكونها من الصفحات الناجحة والمقروءة، وأثرت تأسيس ذاكرة بصرية من خلال تكريس اعداد من الصفحة لرواد السينما العراقية ولدور العرض السينمائية مقتفية أثر جمهورها و”المولعين” بها، فضلا عن مشروعي المستدام في البحث عن علاقة السينما بالناس انثربولوجيا، وبكل تواضع ادعي ان الصفحة نجحت في الوصول الى القراء داخل البلد وخارجه، لاسيما العراقيون في ارض الشتات، واستقطبت الصفحة أسماء نقدية لامعة، وغطت مهرجانات عالمية وعربية، وصارت “سينما” دليل القراء الى مشاهدة الأفلام التي نحللها، وكل هذا لا يمكن ان يحصل لولا الدعم والاسناد من الزملاء في التحرير والتصميم.
رحم الله شهداء الكلمة واطال الله في اعمار العاملين في “ الصباح” الغراء التي أتمنى لها من القلب النجاح والتوفيق والصدارة في المشهد الإعلامي العراقي.