هونغ كونغ تعاود استقطاب السائحين

بانوراما 2023/12/26
...

 لينغ شوماي

 ترجمة: شيماء ميران

أصدقكم القول، لقد شعرت بقليل من القلق والفضول قبل الدخول الى منطقة هونغ كونغ الادارية الخاصة، لأول مرة بعد أربع سنوات تقريبا. فقد كانت فترة عصيبة بالنسبة للمنطقة، نظرا للاضطرابات الاجتماعية في العام 2019، اعقبتها جائحة كوفيد- 19 التي ألحقت أضرارا جسيمة بالاقتصاد المحلي الصيني وسبل العيش هناك.

يتبادر إلى الأذهان التساؤل عن الكيفية التي أصبح عليها المكان بعد اربع سنوات من الاضطرابات الاجتماعية والكوفيد، وهل سيواجه سائحو البر الرئيسي اية معاملة غير ودية؟ لم استطع منع نفسي من التساؤل عن هذه الافكار.

كما زادت مخاوفي وقلقي من التكهنات السلبية التي نشرتها بعض وسائل الاعلام الغربية عن مدى تأثير عطلة منتصف الخريف، التي تستمر ثمانية ايام وعطلة اليوم الوطني على اقتصاد هونغ كونغ.

لكن بعد رحلة استغرقت خمسة ايام الى مدن "شنتشن" و"هونغ كونغ" و"ماكاو" أبعدت هذه الافكار المقلقة بالتدريج. يشعر السكان المحليون لمنطقة الخليج بمتعة كبيرة اثناء عرض الالعاب النارية احتفالا باليوم الوطني على امتداد ميناء فكتوريا، كذلك الحال حينما يأكلون كعك البولو الطازج مع الشاي والحليب على طريقة هونغ كونغ، ومع الزحام في مراكز التسوق، واندفاع المشاة في الشوارع، يشعر الناس بأنهم خرجوا من وقع الاضطرابات والوباء، وبذلوا قصارى جهدهم لاستعادة نمط حياتهم السابقة.  علاوة على ذلك، اصبحت المنطقة منسجمة على نحو وثيق، ما يجعل السفر اليها ملائما أكثر خصوصا مع استخدام المزيد من اجهزة الخدمة الذاتية في الجمارك والدفع الالكتروني التي أصبحت مقبولة في معظم المتاجر ومراكز التسوق والمطاعم.


متوهجة مثل الألعاب الناريَّة

كان عرض الالعاب النارية في اليوم الوطني، والذي تم تعليقه اربع سنوات منذ العام 2019 بسبب القلق الاجتماعي، هو أكبر وأجمل ذكرى مترقبة لرحلتي الى منطقة الخليج خلال فترة العُطل.

قبل بدء العرض المقرر بساعات، بدأ الناس بالتوجه الى الميناء والتجمع انتظارا لمشاهدة العرض، ما أدى إلى ازدحام مروري بالقرب من هاربر سيتي، التي تعد اكبر مركز تسوق في هونغ كونغ والاكثر تنوعا. 

انتظرت مع عائلتي خارج المركز التجاري ثلاث ساعات تقريبا، مع الحشود المتجمعة للحصول على افضل مكان للمشاهدة.

تحول الانتظار الممل الى غاية في المتعة بفضل المناظر المبهرة لناطحات السحاب الممتدة على طول الميناء مع هبوب نسمات الرياح اللطيفة. كان عرض الالعاب النارية يستحق الانتظار، استمر خمس وعشرين دقيقة تقريبا تخللته هتافات الحشود التي تعالت عدة مرات.

اذا زرت هونغ كونغ يوما ولم يكن هناك عرضا للالعاب النارية، فلا تأسف، بل انصحك القيام برحلة على متن عبّارة "ستار فيري" التاريخية عبر ميناء فيكتوريا، التي ستقدم لك مشهدا فريدا لافق المدينة المبهر وشوارعها الصاخبة.

وللاطلاع على الثقافة هونغ كونغ التقليدية، ينبغي ان لا تفوت فرصة مشاهدة المباني المشهورة الممتدة على الساحل، فمناطق مثل "شيونغ وان" و"ساي يينغ بان" و"وان تشاي" و"خليج كوزواي" لا تتميز بمعالم تشبه عبّارة النجمة ومتنزه عجلة فيريس وميناء فيكتوريا وتايمز سكوير فحسب بل تحتوي على شوارع مناسبة للمشي فيها. كما تقدم احياء "شيونغ وان" و"ساي يينغ بان" ذات التنوع الثقافي لكل سائح لمحة عن الهندسة المعمارية الفريدة في هونغ كونغ  ومجاورة السحر التاريخي مع المدينة الصاخبة، بشوارعها الجذابة حيث تصطف المحلات التجارية والمعابد على جانبيها.


عالم ماكاو الفريد

يصف بعض الناس منطقة ماكاو الادارية بأنها هي الجنة والجحيم معا. ورغم انها لا تتسم بالصخب والضجيج مثل هونغ كونغ، لكنها تأسر زائريها بجاذبيتها وبذخها. يقول عنها البعض الاخر بانها جنة الطعام، إذ يُمكن الحصول على ألذ وجبات الطعام فيها. فما حقيقة مدينة ماكاو؟ قد يكون هناك الف اجابة لهذا السؤال.

لكي تتعرف على مدينة ماكاو الحديثة، يمكن ان تزور منطقة كوتاي النابضة بالحياة والتي تشتهر بمنتجعاتها وكازينوهاتها العالمية ومراكز التسوق الفاخرة. ولا بد من مشاهدة عرض "مدينة المياه الراقصة - House of Dancing Water"، الذي يجمع بين الالعاب البهلوانية المدهشة والحركات المائية المثيرة.

تقدم قرية "كولوان" الواقعة جنوب مدينة ماكاو اجواء هادئة وممتعة لإقامة مريحة ووجبات طعام خفيفة تقليدية مثل كعك اللوز وغيره.

كما تشتهر "ماكاو" بمزيج من نكهات الطعام البرتغالي والصيني، فعليك ان تجرب اطباق مثل فطائر البيض البرتغالية والدجاج الافريقي وسمك القد المحمص على الطريقة البرتغالية وطبق اللحم المفروم "المينشي". يتميز طعام ماكاو بالتنوع إذ يمكن للسائحين استكشاف اكشاك الطعام المحلي وتجربة اطباق شهية مثل لفائف البيض وكرات السمك.

ولكون المدينة تمتاز بمأكولاتها المتنوعة ومزيج الحياة المبهجة مع الطبيعة الهادئة، يجعلك تقع في حب هذه المدينة الصغيرة الفريدة من نوعها.


عن صحيفة غلوبال تايمز