قاسم موزان
تصوير: احمد جبارة
بات انتشار حافلات نقل الركاب الداخلية خارج المرائب الحكومية أمراً مألوفاً، وشكل لاحقاً القاعدة السائدة في الفوضى والضجيج وعراك السائقين، المرائب في الوقت الحاضر اصبحت خاوية على عروشها على الرغم من الأموال الطائلة التي صرفت على بنائها أو شغلت مساحات واسعة في أكثر مناطق بغداد أهمية، فضلا عن فقدان الدولة للجباية المستحقة وتذهب إلى جيوب أشخاص في كراجات غير رسميّة، فضلا عن تسبب الحافلات بالزخم المروري لتكون سبباً في الاختناقات وارباك في انسيابيّة انطلاق السيارات، هيئات النقل مطالبة بوضع حد لهذا الانتشار وإجبار أصحاب الحافلات الصغيرة والكبيرة للعودة إلى المرائب الحكومية وفرض الغرامات.
إلى ذلك قال الصحفي عبد الأمير المجر، بأن المسؤولية في هذا الجانب حلقات متكاملة، اذا ما فقدت منها حلقة باتت غير فاعلة.. وزارة النقل تبني مرائب للسيارات في المدن، ثمّ يأتي دور المرور الذي ينظم السير في الشوارع.. لكن تنظيم حركة السيارات داخل المرائب يقع على عاتق هيئات النقل وهي تمتلك سلطة اصدار العقوبات بحق المخالفين بالتعاون مع المرور، وأضاف المجر، من أبرز تلك المخالفات هو عمل بعض سيارات النقل المسجلة وغير المسجلة خارج المرائب او قربها، ما جعل وجود هذه المرائب غير ضروري ويمثل عبئا مزدوجا على الدولة والمواطن، فالدولة تخسر لإنشائها الكثير وتفقد عدم حصولها على الضرائب التي يدفعها السائقون قبل الانطلاق، فضلاً عن ذلك المواطن يدفع ثمن الفوضى التي تسهم في ارباك انسيابية انطلاق السيارات وتأخر الركاب.. ناهيك عن المنظر غير الحضاري الذي يحدثه تزاحم السيارات مع سائقيها الذين ينادون بجوار المرائب ويستقبلون المسافرين بطريقة بدائيّة تشعر الإنسان بالخجل، ودعا الجهات المعنية الى وضع حدٍّ لهذه الظاهرة التي استفحلت بشكل كبير مؤخراً.
هدر اقتصادي
وقال الكاتب كاظم السعيدي: يترك الركاب كراج االسيارات حيث يميلون بطبعهم الى السهل في الحصول الخدمات بأسهل الطرق لكون المرأب بعيداً عن أماكن عملهم في الوقت الذي يجد السائق الراحة ويحافظ على وجود مركبته، فوجود المرائب هو أسلوب حضاري ومؤمن أمنيّاً.
إلّا أن هجرتها تعد هدراً اقتصادياً كبيراً؛ لأنَّ هذه المساحة الواسعة ممكن استغلالها بمنشأ آخر تجني منه الدولة أرباحاً كثيرة، فعلى وزارة النقل تطبيق القانون وفرض عقوبات وغرامات على أصحاب
المركبات الذين لا يلتزمون بممارسة عملهم داخل المرائب.
أصوات عالية
وبيَّنَ المواطن حميد سهر: أن للمرائب امتيازات كثيرة فهي تقلل من الزخم المروري في الشوارع، حيث ان السيارات التي تنقل الركاب مباشرة من الشوارع تكون عادة متوقفة بانتظار الركاب ولأوقات طويلة، وهذا يؤدي الى تضييق الشارع أمام السيارات، ومن ثمَّ يسبب الازدحام، واضاف أن الضجيج الذي يحدثه أصحاب المركبات وهم يصرخون بأصوات عالية للصعود بطريقة متكررة يحيل المكان الى فوضى سمعيّة مملة جراء التكرار؛ لذا ينبغي على هيّأة النقل إخطار حافلات النقل الصغيرة والكبيرة بركنها داخل المرائب، ومن يخالف تفرض عليه العقوبات المالية وبالنتيجة يعتاد الركاب التوجه
اليها.
ضوابط
ودافع سائق الكيا «ع ل» عن إصراره بالوقوف ضمن طابور الحافلات الأخرى بقوله ما جدوى وجودي في كراج خالٍ من الركاب ولا يصله أحد، وأتمنى أن تعود المرائب الحكوميّة الى عملها وفق الضوابط المعمول بها سابقاً ويعرف كل سائق دوره عوضاً عن
الغبن.