بغداد: نوارة محمد
في مجموعته القصصية الجديدة «مجرد حرب» يدخلنا ناظم علاوي إلى مدارات الإنسان، الذي انهكته الحروب وتركته يواجه خوف الموت في كل دقيقة.
قصص هذه المجموعة تأخذنا قسرا إلى مواجهات عدة، فأبطالها يشتاقون إلى الحياة وهم في مواجهة دائمة مع الموت. إنها محنة التواجد في المكان الخطأ والزمن الغرائبي.لغة ناظم علاوي القصصية تعلّق في ذهن المتلقي لقدرتها على رصد اللحظة بكل مخاوفها وثقلها التدميري. هو في أماكن يضعنا في مواجهة المصير وفي مواقع أخرى يرفع من قدرتنا على تخيل الحياة بأجوائها المنعشة. لغة رصينة فيها استعارات ناجحة ترصد انثيالات الإنسان في قوته وخذلانه. لقد نجح القاص في ادارة موضوعاته واشراك القارئ في التعاطف.
كما أن الموت يحضر بقوة ظلّه فإن الحب أيضا له ثقله في هذه المجموعة القصصية. يقدم لنا ناظم علاوي الكثير من اللمسات الإبداعية في قصص حديثة لها قواعد رصينة مع جمل تميل إلى الشاعرية وتقدم صورًا مكثفة عن الأحلام والتطلعات، وحتى الفوضى التي تكتنف لحظات الحظ السيئ.تناولت قصص ناظم علاوي موضوعات عدة في إطارات الحرب باعتبارها فضاءً جامعُا مشكلة بذلك صوتا إنسانيا جامحا يرنو إلى الخلاص. قصص انسانية عميقة، الإنسان المشوه من الداخل هو محورها.. تتزاحم فيها المعاني الانسانية الرفيعة: الحب والامان والسعادة مع المعاني الجارحة: الموت، الاسر، الخوف، الضياع، الجنون. هي قصص أشبه بمصارحة مع الذات والاوهام مبتعدة عن الدعائية الفجة مقتربة من الوعي الانساني لأنها تحكي عنا في زمن مضى لكنه بقي معنا.صدرت «مجرد حرب» عن دار ماشكي بتوطئة وهي شهادة سيرية تحت عنوان السرد غبار السنابك واحتوت المجموعة على 7 قصص قصيرة، هي زلال الذاكرة والعراء وأيها الوطن الخالد ومُراباة والخيبة المتأخرة وحافة الموت وخذيني أيتها الطريدة و 3691 وجاءت المجموعة في 100 صفحة من الحجم الوسط.
يجدر الاشارة إلى أن القاص ناظم علاوي أصدر اول مجموعة قصصية له تحت عنوان «سفر بندورة» عام 1998 والمجموعة الثانية «لن تهدأ» عام 2004.