محمد ملا: أريدُ التَّجولَ في بغداد القديمة وشوارعها

منصة 2023/12/28
...

 بغداد: سرور العلي 


تأثر محمد ملا أحمد في بداياته بفناني العصور الوسطى، مثل ليوناردو دافنشي، ودوناتيلو، وأساليبهم والإتقان في أعمالهم، كالتدرّجات اللونيَّة والإضاءة والظل، فكانت حقبة فريدة بأزيائها ومجوهراتها، وتسيطر على لوحاتها أجواء من الإثارة والغموض. 

لقد كان أول عمل له مستوحى من تلك العصور، ولاقى إعجاب المتلقين حينها، كما تأثر كثيراً في الفن المعاصر بأسلوب الفنانة العراقية ليلى العطار، التي كانت أعمالها، وقصة حياتها ونهايتها الحزينة مصدر إلهام للكثير من الفنانين.

كما يؤكد أنَّ “هناك الكثير من التحديات التي نواجهها، وربما أولها قلة المعارض الفنيّة على مستوى الشرق الأوسط، وعدم توفير أماكن خاصة لممارسة الفن، والصعوبة في الحصول على الأدوات الضرورية لاستمرار الفن الذي نقدمه، ما نضطر لطلبها من الدول الأوروبية”. 

ومحمد ملا أحمد هو فنان تشكيلي من سوريا، بدأ في عالم الرسم منذ سن مبكرة، وكان أول تكريم له في هذا المجال من المتحف العلمي في لندن، ومن حينها بدأ حلمه، في أن يصبح فناناً تشكيلياً. 

ويضيف: يهمني تجسيد معاناة مجتمعي وظروفه في أعمالي، وكذلك مشكلات الإنسان النفسيّة والفكريّة، وطرحها على المتلقي بشكل يسهل فهمه.  

ويسلّط الفنان الضوء على قصص تحدث في المجتمع، ولم تأخذ حقها الكافي؛ لذا فهو يرى أنّ المدرسة التعبيريَّة هي أقرب المدارس الفنية بالنسبة له، كما يقول “لأنني من خلالها أتمكن من التعبير بحرية عن أفكاري، ومحاولة إيصالها للآخرين بشكل مفهوم، ومن جهة أخرى تجسد تراثي الغني بالقصص الملهمة للفنان”.

ولفت إلى أن الدراسة الأكاديمية مهمة جداً للفنان، “لأنه من خلالها يعمل على صقل موهبته وتطويرها، وترشده كذلك إلى اختيار الطريق الصحيح، ليكمل مسيرته الفنيّة، ولكن ليست كافية أن لم تكن هناك موهبة خُلقت معه”، وبرأيه الشخصي الحالة الإبداعيّة تُخلق مع الفنان وليس بتعلمها.

وتابع حديثه “في المعارض وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تحدث بيني وبين المتلقين والمهتمين بالفن التشكيلي حوار، حول الأفكار والقضايا والمفردات، التي أجسدها في أعمالي الفنية، وتغمرني السعادة حين تصل إليهم، “أشعر بأنّ رسالتي قد وصلت للآخرين، وبما أنّنا في زمن -السوشل ميديا - فتنتشر أعمالنا الفنيّة على نطاق واسع”. 

ويشير إلى أنّ هناك من يخبرني أنه تعلم الفن، ودخل المجال من خلالي، واستمد الإلهام والطاقة، ليكمل في طريقه الفني بعد سنوات من فقدان الشغف.

ويقول: لديَّ شغفٌ بالحركة الفنيّة في البلاد وثقافة شعبه، لا سيما أن العراق كان أول الدول العربية التي تحتوي على متحف للفن المعاصر، وهذا دليل على رقي هذا الشعب العريق، وأًيضاً تواجد الفنانين العراقيين في معظم دول العالم، الذين عاصروا عمالقة الفن العالمي الحديث أمثال كلود مونه، وبابلو بيكاسو.

شارك الفنان في العديد من المعارض على مستوى سوريا، وأقام الكثير من النشاطات الفنية، فضلا عن أنه قد شارك في بعض المعارض الإلكترونية على مستوى الشرق الأوسط والعالم، وقد تمَّ اقتناء عدد من أعماله في المانيا، وسوريا، وأربيل، ومنذ دخوله عالم الفن حصل على تكريمات عدة، ومنها، تكريم من هيئة الثقافة في سوريا، ومن مراكز ثقافية وفنية، وتكريم من المتحف العلمي في لندن.

 ويسعى للوصول إلى العالمية، غاية في طرح القضايا العربية، وثقافة المجتمع الشرقي. ويتمنى الفنان أن يزور العراق هذا البلد العريق، كما يقول “وأقيم فيه سلسلة معارض فنية، وأتعرف على شعبه الطيب أكثر.. أريد التجول في متاحف وشوارع بغداد القديمة”.