بغداد: نوارة محمد
مبادرة العودة إلى الدراسة التي وافق عليها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عدها بعض الشباب فرصة جديدة لبناء المستقبل، ووصفوها بأنّها “معونة أبويَّة” للحصول على حق العيش بكرامة، لاسيما أنّ العملية التربويّة برمتها بدت أسهل في عراق ما بعد 2003 بالتزامن مع انتشار معاهد التدريس الخصوصي وأساتذة منصات “يوتيوب وفيس بوك”.
مها حميد ترى أنَّ فرصة العودة إلى الدراسة، وإن كانت متأخرة فهي “تُبشّر بالخير”، لاسيما أن هذه المبادرة تطلق دورات مجانية، الأمر الذي يتيح فرصة لكثيرين ممن لا قدرة لديهم على تغطية أجور معاهد التدريس الخصوصي.
وتأمل مها وهي أستاذة جامعيَّة أن تكون هذه مرحلة مفصليَّة في حياة الشباب، وأن يكونوا على قدر كافٍ من المسؤولية والإصرار للوقوف مجدداً لتحقيق ذواتهم.
ومن جانبه يتطلع التربوي ومدير مدرسة الحلة الابتدائية حميد جحجيح إلى أن تكون هذه فرصة جيدة لمواجهة الأمية والارتقاء بالمستوى التربوي في البلاد، كما يقول: على الرغم من كل الظروف القاسية التي يمر بها العراق اجتماعيا واقتصاديا وإنسانيا تجعل مبادرات مثل التي أطلقت حاجة ملحة، الهدف منها النهوض بمستوى الخدمي للمواطنين، وفي الوقت نفسه ضخ مزيد من الاستثمارات.
وفي صدد الحديث عن المبادرة التي أُطلقت بالتنسيق مع جامعة الإمام الصادق ووزارة التربية ومكتب رئيس الوزراء ذكر مستشار الشؤون الاستراتيجية في مستشارية الأمن القومي سعيد الجياشي، أن “هذا المبادرة التي ستبدأ مع بداية العام الدراسي الجديد للسادس الإعدادي كخطوة أولى بعد أن حصلت موافقة رئيس مجلس الوزراء يعدها الأكاديميون ثمرة جهود مجموعة مؤسسات ترمي إلى الارتقاء بالمستوى التعليمي للبلاد وتعطي رسالة جديدة للتخادم بين الجامعة والمجتمع”. وأضاف، أنّ “جامعة الإمام الصادق ستستقبل في فروعها بسبع محافظات طلبة هذه المبادرة وستتحمل كلف الدراسة والمحاضرات، وكل ما يتعلق بالأمر”، مشيراً إلى أنّ “المبادرة ستكون عبارة عن دورات مجانية تقدم للشباب الذين يرغبون بالدخول للدراسة الخارجي الاعدادي تمهيدي وامتحان
البكالوريا”.
رسل حمادي ترى أنّ هذه فرصة جيدة لتحقيق حلمها الذي عجزت عن تحقيقه في الدخول إلى كلية الصيدلة، حين اختارت الدخول إلى العش الذهبي، كما تضيف: كنت من بين الفتيات اللواتي اخترن الزواج المبكر من فارس الأحلام، فعلت ذلك بملء إرادتي، منذ أن خدعتني خطط العيش الرغيد مع فارس الأحلام. وتشير إلى أن هذه المبادرة تبين أن الوقت لم ينتهي، “سأعود لهذه الرحلة بطاقة وشغف كبيرين”.