مجموعة الفن التشكيلي الفلسطيني الحديث

منصة 2024/01/03
...

 علي إبراهـيم الدليمي


بين يديَّ (كُرَّاس) وثائقي جميل، يعود تاريخه لمنتصف العقد السبعيني تقريباً، لم يذكر فيه سنة الطبع، ولا جهة الإصدار، ولا كاتب المقدمة، ولكن بعض الأعمال المنشورة فيه مؤرخة لعام 1973.

الكُرّاس الذي يضمُّ أعمالاً ملوّنة لأربعة فنانين فلسطينيين، بعنوان: (مجموعة الفن التشكيلي الفلسطيني الحديث)، يبدو أنّه (فولدر) لمعرض مشترك لهم.. تكمن أهميته القصوى بمادته التوثيقيَّة الممتازة، عن هؤلاء الفنانين، وتجاربهم وهم يستمدون ويوثقون موضوعات لوحاتهم من زمان ومكان واقع مأساة فلسطين، المتواصل حتى اليوم.

جاء الغلاف لصورة وادي الناطور، وهو وادٍ في شمال فلسطين، عثر فيه على أقدم محراث في تاريخ البشريّة – استعمل في زراعة القمح، ويعود تاريخه إلى 3500 ق.م، ويوجد حالياً في أحد المتاحف الأوربيّة.. وهذا ما يؤيد شرعية وأهمية عائدية الأرض لأهلها الفلسطينيين حصراً.

ونقتطف ضمن ما جاء في "الكراس" ما يلي: في مواجهة التشريد والقهر اللذين تعرض لهما وما يزال شعبنا العربي الفلسطيني، وفي مواجهة التزييف السياسي والثقافي الذي تمارسه القوى العميلة والمهزومة ضد جماهير شعبنا، وفي مواجهة المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد وحدة شعبنا وتقدمه... تنتصب جموع الثائرين المؤمنين بعدالة قضيتهم وبحتمية انتصارهم زاحفة على طريق التحرير الكامل للأرض العربية والإنسان العربي. ومن هنا تبرز أهمية الدور المتقدم الذي يحتله الفنان الملتزم بقضية شعبه. فقد انقضت العهود التي كان الفن فيها عامة والفن التشكيلي خاصة مجرد وسيلة للتعبير عن مشاعر وأفكار ذاتية منفصلة عما يدور في المجتمع من حركة صاعدة في اتجاه الإنسان. كما أن العهود التي كانت تسود فيها قضية الشكل على المضمون الاجتماعي قد ولّت، ولم يعد ممكناً في عصر الجماهير أن يتنازل الفنان التشكيلي الواعي عن التزامه بقضية شعبه أو أن يقبل باستمرار المقولة المضللة: "الفن للفن" ولكنه يناضل بلا هوادة من أجل أن يصبح "الفن للحياة". ونحن إذ نقدم هذه النخبة الواعية من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين. فإنما نقدم ثواراً يجاهدون في سبيل تجاوز ذواتهم والقيام بدورهم النضالي في تحرير وطنهم وشعبهم العربي الفلسطيني، وهم:

-الفنان صالح المالح: مواليد – المالحة 1943، درس الفنون الجميلة في القاهرة، أقام معرضاً شخصياً في عمّان 1968، أسهم في الكثير من المعارض الجماعيّة والمعارض الدوليّة.. القاهرة، الكويت، الإسكندرية، بغداد، الرباط، دمشق، ميلانو. بينالي المعاهد الإيطالية – ميلانو وحصل على ميدالية ذهبية... وجميع معارض اتحاد الفنانين الفلسطينيين.

-الفنان رشاد محمد شبلاق: مواليد اللد – 1943، درس في المعهد العالي للفنون والتربية – القاهرة، أسهم في معارض جماعية في الكويت، بغداد، القاهرة، معرض التشكيليين العرب الأول في بغداد.

-الفنان طارق خليل أبو عرجة: مواليد شويكة – 1947، درس الفنون الجميلة في جامعة البنجاب، لاهور – باكستان. أسهم في الكثير من المعارض الجماعية في الكويت، بغداد، الرباط، باكستان، ومعرض الفنانين التشكيليين العرب الأول بغداد، والثاني في الرباط.

-الفنان رشيد محمد شبلاق: مواليد اللد – 1942، درس الفنون الجميلة في القاهرة، أسهم في الكثير من المعارض الجماعية في القاهرة، الكويت، الإسكندرية، بغداد، الرباط، دمشق، ميلانو، بينالي المعاهد الإيطالية، بينالي الإسكندرية الثامن، معارض الفنانين العرب الأول في بغداد، والثاني في الرباط، والثالث والخامس في الكويت. حصل على مداليات وجوائز تقديرية.

تعددت عناوين أعمالهم، منها، (قصة شعب) لن يعيق مسيرتنا موقف الثوريين النظريين وسيبقى الشعب العربي إلى جانب الشعب الفلسطيني في كفاحه البطولي، ولوحة (غريب) إلى متى يا وطني سأبقى حاملاً بيتي وأهلي على ظهري، أطوف العالم.. غريباً أو عابر  سبيل.. إلى متى سيبقى حكام الردة يطاردونني ويحولون بيني وبينك؟!، ولوحة (لماذا؟) لماذا تطاردوننا أيّها المهرّجون.. ألا يكفي أننا نعيش منذ ثلاثين عاماً بينكم وفي سجنكم الكبير معلمين..؟؟، أجيبوا من باع فلسطين؟!، ولوحة (التحدي) إرادة شعب، وكذلك لوحة (شهرزاد) تقييم للإنسان العربي والفكر المرتبط 

بالقصور، ولوحة (السجين السياسي) رغم الاضطهاد الفكري للإنسان.. فمن خلف القضبان يعطي شعلة تضيء.. ومن دمه يسجل للتاريخ، ولوحة (غزة) تمتاز غزة بصناعة الفخار.. أما فخار غزة اليوم.. فهو الثورة.. ولوحة (شعب لن يموت) عذبوه فصمد.. ويعذبوننا ولن نتخاذل.. وسنبقى صامدين إلى يوم التحرير.