أيقونة الصحف العراقيَّة توقدُ شمعتها الجديدة بنجاح
العراق
2019/05/20
+A
-A
بغداد / الصباح
على الرغم من ظهور عالم “السوشيال ميديا” وظهور الصحافة الالكترونية التي أصبحت المنافس الشديد في نقل الأخبار “الحصرية” للصحافة الورقيَّة، إلا أنها ما زالت لها لذة لدى المتلقي لما تتناقله من أخبار محلية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وحتى فنية وكل هذه الجهود يعود لكادرها المتميز السباق في نقل الأحداث الآنية وبدقة عالية، ومن بين كوادرها “وحدة المحليات” أو ما يسمى بوحدة “المندوبين” التي تضم كوكبة من الإعلاميين المهنيين الموزعين بين مختلف القطاعات والوزارات التي لها تماسٌ مباشرٌ مع المواطنين.
“مرور أربعة عشر عاماً من العمل الصحفي في جريدة (الصباح) لم يمر دون عناء” بهذه العبارة استهلت حديثها عذراء جمعة “محرر الدسك في وحدة المندوبين” مؤكدة: “على الرغم من الصعوبات الأمنية التي عشناها خلال السنوات الماضية من “اغتيالات، تفجيرات، تهجير” إلا أننا كنا على قدر من المسؤولية لنقل الأخبار والتي لم تقف حائلاً أمام حبنا للعمل والدفاع عن نجاحه واستمراره، فضلاً عن الصعوبات الأخرى التي تواجهنا في الحصول على المعلومة الصحفيَّة من مصادرها”.
تنقلت جمعة بين أقسام مختلفة من الصحيفة بدءاً من القسم السياسي والأسرة والمجتمع، والتحقيقات لترسو سفينتها كمحرر دسك في قسم الأخبار المحلية، علاوة عن ترؤسها قسم التحقيقات لأربعة أعوام متتالية.
لتختتم جمعة حديثها بأنَّ “(الصباح) ستبقى المدرسة الأولى التي استسقيت منها الحرفة المهنيَّة لما تتميز به عن باقي الصحف الأخرى بمستوى عال من التحرير”، وأخيراً “ها هو مدار (الصباح) سائر نحو التميز والأفضل في عالم الصحافة العراقية”.
مندوبو الصباح
تعدُّ (الصباح) غذاءً فكرياً يقدمه العاملون بمختلف تخصصاتهم للقراء بطبق طازج يحتوي على أحداثٍ تحولت الى تقارير وأخبار وريبورتاجات بلمسات صحفيَّة ذات نكهة مهنية تتميز بالدقة والموضوعية، وفي ظل التطور التكنولوجي الحديث وسرعة تناقل الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي استطاع “مندوبو الصباح” إعداد مادة متكاملة يتناولولون من خلالها كل التفاصيل والأحداث لإنتاج مادة صحفية تتميز وتختلف عن بقية زملائهم في الصحف الأخرى. وفي ما يتعلق بالمصادر المخولة بالتصريح والمتمثلة بالمكاتب الإعلامية بالوزارات، يقول مندوب (أمانة بغداد، والتعليم العالي، وزارة الصناعة والمعادن” حيدر مازن: “مستوى التعاون والتنسيق بيننا وبين الوزارات “محدود” بسبب تفضيل المسؤولين والمخولين بالتصريحات لعدد من الفضائيات المحلية دون غيرها، الى جانب الأولوية لوسائل الإعلام الأجنبية العاملة في البلاد للإدلاء بتصريحات تهم المواطن، علاوة على تزويد المكاتب الإعلاميَّة بالمعلومات الخاصة “الحصرية” للصحفي، لذا تجدها بعد أقل من ساعة أو ساعتين تظهر في شريط الأخبار عبر السبتايتل أو عن طريق تطبيقات لوكالات الأنباء من خلال الهاتف ليضيع تعب وجهد الصحفي بعد أنْ وجه أسئلة خاصة به لموضوع مهم ممكن أنْ يكون حديث اليوم لكنَّ صاحب التصريح وجد أنْ ينشر الخبر عبر وسائل الإعلام بعد ساعة أفضل من أنْ يتناوله غداً في الصحيفة”.
على الرغم مما ذكر سابقاً، إلا أنَّ مازن تميز بنقل الأخبار الحصريَّة لتصبح بصمة خاصة به تعتمدها الوسائل الإعلامية “الوكالات والمواقع الالكترونية” كمصدر موثق من “الصباح” لتتناقله عبر منصاتها.
لم تخل مهنة المتاعب من المواقف الطريفة التي صادفها مازن على مدار عمله، ويضيف مازن بابتسامة: “من أبرز تلك المواقف التي لا تخلو من الفكاهة عندما التقيت أحد منتسبي القوات الأمنية المسؤولة عن حماية إحدى الوزارات وكان يدندن بأغنية حسين نعمة “يا حريمة” وطلب مني مشاركته الغناء لتكون جوازاً لمروري الى الوزارة، ومن مجمل المفارقات في ذلك اليوم أنَّ جهاز التسجيل لم يحفظ أية كلمة من اللقاء لأسباب فنيَّة لتبقى تلك الواقعة شريحة صغيرة من الذكرة لم تنس”.
المدرسة الأولى
تعاملت مندوبة الصباح وفاء عامر مع جميع الوزارات، إلا أنَّ عملها استمر مع مجلس ومحافظة بغداد عشر سنوات والذي وضعها “بحسب قولها” أمام مسؤولية لنقل الأخبار الخدمية التي تهم المواطنين في ظل الواقع الخدمي المتردي الذي عاشته العاصمة خلال السنوات الماضية.
وتوضح عامر أنَّ عملها في رحاب صاحبة الجلالة يعتمد بالدرجة الأولى على نقل المعلومات بدقة عالية، لا سيما أنَّ الدوائر والمؤسسات متشعبة جداً ولا بدَّ من مواكبتها وبمصداقية متناهية وهذا الأمر لا يتحقق إذا لم يكن هناك تعاون مشترك بيننا وبين مسؤولي تلك القطاعات، وخير مثال على ذلك مدير إعلام محافظة بغداد عدنان عبد الحسن الذي ذلل الكثير من الإجراءات الروتينيَّة للحصول على المعلومة الحصرية لـ”الصباح”.
حياة عامر لم تخل من الحالات الإنسانية، خصوصاً أنَّ تغطية أخبار وزارة وزارة الصحة تقع ضمن مهام عملها والتي تتعلق بصورة مباشرة بحياة وصحة المواطن وكانت الصعوبة التي تواجهها مندوبة “الصباح” هي في كيفية الفصل بين عملها الصحفي والحالات الإنسانية التي تواجهها وهي تتجول داخل أروقة المستشفيات المكتظة بالمرضى الذين يعيشون حياتهم بألم خصوصاً المصابين بأمراض السرطان الذين كتب الموت عنواناً لما تبقى من حياتهم”.
تشير عامر “ما زلت شديدة الحرص على مراعاة الجانب المهني بهذا المجال في نقل أخبار المرضى ومعاناتهم مع الأمراض المستشرية في العراق والأوبئة التي تلاحق عدداً ليس قليلاً منهم، لدرجة بدأ يُطلق مزاحاً عليَّ من قبل زملائي داخل غرفة الأخبار بـ”وفاء أوبئة”، وكان لمدير إذاعة الصحة التي تبثها الوزارة محمد غافل دورٌ كبيرٌ في اختصار الإجراءات لتسهيل عملية الحصول على المعلومة”.
وتضيف “أخيراً لا بدَّ من الإشارة الى أنَّ من مهام الصحفي الناجح الحصول على المعلومات الحصريَّة التي تجعل مؤسسته السباقة بين المؤسسات الإعلامية وهذا ما أحرص عليه دائماً”.
دقة في المعلومة
“أصعب ما يواجه الصحفي هو الحصول على مصادر أخبار دقيقة بعيدة عن البيروقراطية والروتين اللذين ما زالا حاضرين عند أغلب الوزارات واتباعهم المركزية المقيتة في تسهيل عملية اللقاءات وهذا ما يبقي الصحفي في دوامة المزاجيات في الحصول على المعلومة الحصرية”
تقول مندوبة (وزارتي التربية والاتصالات) إسراء السامرائي: “على الرغم من تعاون الكثير من مسؤولي الوزارات، إلا أنهم في بعض الأحيان يتكتمون على الأخبار لأسباب سياسيَّة أو إداريَّة، ما يضعنا بموقف لا نُحسد عليه في استحصال المعلومة، كما أنَّ من المشاكل التي تواجه عملنا والتي يجب تسليط الضوء عليها هي جود أكثر من مكتب إعلامي يصرح بالمعلومة وهذا ما يسبب في الكثير من الأحيان تصارب الأخبار وعدم دقة محتواها، فضلاً عن وجود كروبات على الهواتف النقالة تستنفد جهود الصحفي الحاصل على المعلومة ويتم تداولها عبر هذه الكروبات التي يديرها مسؤولو مكاتب الوزير أو الإعلام لتظهر في الوكالات والصحف الورقيَّة، ما يسبب إرباكاً وتأخراً في تناقل المعلومة، فضلاً عن المشكلة الأخرى وهي تأخر الحصول على كتب رسميَّة في تغطية أنشطة مؤسساتهم ومديرياتهم المنفصلة، ولكننا رغم كل تلك المعوقات كنا على قدر المسؤولية في نقل كل ما يهم المواطن العراقي من أحداث وبمصداقية عالية”.
فيما تقول مندوبة وزارتي “الموارد المائية والنقل” دعاء عبد الأمير التي التحقت بالصباح منذ عامين: إنَّ “الصعوبات التي تواجهها هي في كيفية استحصال الأخبار الحصريَّة التي تتسابق الوكالات والمواقع الالكترونية لبثها عبر منصاتها”.
وتقول عبد الأمير: “من هنا يبدأ التحدي في إقناع المسؤولين بالاعتماد على صحيفة (الصباح) الرسميَّة لنشر أخبارها وبشكلٍ دقيقٍ وفيه مصداقية كونها الصحيفة الرسميَّة في العراق، وفعلاً نجحت مرات عدة في استقطاب أخبار توسطت الصفحة الأولى لأهميتها، لنثبت بأنَّ (الصباح) مصدر ثقة تعتمده حتى الوكالات في انتقاء أخبارها”.