يشكلُ إنجاز مشروع مدينة الجواهري السكنيَّة الجديدة في قضاء أبي غريب، الخطوة الموفقة الأولى نحو إنشاء مشاريع مدنٍ جديدة حضاريَّة في العام 2024 لمواجهة مشكلة الاكتظاظ السكاني ومعالجة أزمة السكن في العراق. وقد كشف دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن أنَّ الحكومة أعلنت عن خمس مدنٍ سكنيَّة كمرحلة أولى تُشيّدُ في العاصمة بغداد وبابل وكربلاء ونينوى والأنبار، يتبعها الإعلان عن عشر مدنٍ سكنيَّة جديدة في محافظات أخرى للوصول الى 300 ألف وحدة سكنيَّة تستهدف الطبقات الفقيرة والمتوسطة، مؤكداً أنَّها ستكون بمواصفات مدينة الجواهري التي تتميز بمراعاتها شروط البيئة واحتوائها على مدارس وجامعات ومراكز تجاريَّة.
ومشكلة العراقيين أنَّ تعرّض الوطن للخراب من دون محاولة إعمار لعشرين سنة، وتحّول بغداد الجميلة الى واحدة من أسوأ مدن العالم، وتوالي الخيبات، ولّدَ لديهم حالة (مشروعة) من الشعور باليأس، يجعلُ بعضهم من سيقول لك (اغسل ايدك.. ما دام اكو فساد وفاسدين.. كل إعمار ما يصير).
وما سيجعل من يقول هذا، يغادر هذه الحدة من التشاؤم، أمران: الأول أنْ تبادرَ حكومة السوداني في الشهر الأول من عامنا الجديد هذا في البدء بتنفيذ مشروعها السكني الثاني بعد مدينة الجواهري لتواجه يأس اليائس بمصداقيَّة تتجسد على أرض الواقع، والثاني أنْ يشيعَ المثقفون التفاؤل في مجالسهم وندواتهم ومؤتمراتهم ويبشروا بأنَّ 2024 سيكون عام إعمار الوطن ليعود العراق جميلاً كما كان.