ختمةٌ قرآنيَّةٌ مرتّلةٌ في تلفزيون { العراقية }

منصة 2024/01/07
...

 بغداد: محمد إسماعيل

 تصوير: علي الغرباوي

صور تلفزيون "العراقية" من شبكة الإعلام العراقي، ختمة قرآنية مرتلة بصوت القارئ عامر الكاظمي، من ثلاثين حلقة تغطي أجزاء كلام الله من فاتحة القرآن إلى تمام التنزيل، تبث قبل الإفطار منذ اليوم الأول من رمضان المقبل إلى ظهور هلال العيد المبارك.

مواظبة إيمانيَّة

وقال مدير "العراقية" المخرج نوفل عبد دهش لـ "الصباح": كنا نستورد الختمات القرآنية من الدول العربية والإسلامية.. وغالباً مصر.. الآن أسسنا تقليداً إعلامياً محلياً.. خاصاً بنا، بختمة قرآنية من ثلاثين جزءاً.. صورة وصوتا، يؤديها القارئ الكاظمي بإشراف لجنة من خبراء، مؤكداً: انطلاقاً من مبادرة تقدم بها الزميل د. صادق الصحن، سعى فيها بجد ولقيت حماساً جاداً من لدن رئيس الشبكة الدكتور نبيل جاسم، وتشكلت لها لجنة أجادت إنجاز المهمة بنجاح فائق، وقام بالتصوير والتسجيل والمونتاج وهندسة الصوت وسواها من شؤون فنية وتقنية منتسبي استوديو العراقية، جرى العمل بإنسيابية توفيقاً من الله، إذ واظب الجميع بإخلاص يعدو العمل الوظيفي الى التبرع بالجهد مجاناً؛ واجداً نفسي في فضاءات روحانية غامرة، وعندما يبدأ القارئ الكاظمي بالتجويد نحلق جميهاً في رحاب الإيمان.. بجدية وليس قولاً شعاراتياً للاستهلاك 

الإعلامي.

وأضاف: هذه الختمة تأسيس لانطلاق مسيرة منهجية في نشر الطريقة العراقية في القراءة القرآنية؛ لذلك لن تكون تجربة منقطعة، إنما ستليها ختمات لقراء عراقيين آخرين، فالإعلان عن الملكات العراقية.. عالمياً، مسؤولية مهنية في عملنا كإعلام رسمي للدولة، لافتاً إلى أنه تمَّ بعون الله هذه الختمة من دون ملاحظات؛ لأن القارئ عامر الكاظمي، مجيد، وحوله لجنة من قراء خبراء عالميين؛ نضمن بها الوصول إلى جوهر ذائقة المستمعين؛ إذ جاء الأداء شجياً.. جميلاً.. عراقياً أصيلاً، يملأ الشاشة بالقارئ والآيات والمعادل الصوري.. استقينا من المضمون الإلهي العظيم رؤية إخراجية.


 استيراد الحزن

وأفاد مدير التخطيط في شبكة الإعلام العراقي الدكتور صادق الصحن، تقدمت بمقترح الختمة الى مدير التلفزيون نوفل عبد دهش، فاستحصل الموافقات اللازمة مشفوعة بشرف إعجاب رئيس شبكة الإعلام العراقي الدكتور نبيل جاسم، وأشرف على العمل رئيس شعبة القرآن في الشبكة.. القارئ الزميل الدكتور عامر ذنون.. وهو محكم دولي لشؤون القرآن الكريم وتلاواته، واستقر الاختيار على القارئ عامر الكاظمي.. مؤدياً، وانتدبنا لجنة مشرفين ضمت الزميل الدكتور ذنون والخبيرين عبد العباس لفتة الربيعي والحكم الدولي كريم ياسر، من خارج الشبكة، والكل متطوعون.. مجاناً.. قربة إلى الله تعالى، ونوه د. الصحن: أعشق صوت عامر الكاظمي، وهو موضع إعجاب المسلمين.. محلياً وعربياً وعالمياً.. أستاذ ومعلم، وصوته حزين، إستجابة لحديث الرسول "نزل القرآن حزيناً فإقرؤوه بحزن، والحاج عامر ذو صوت حزين حفزني على إحياء سنة الحزن في القراءة العراقية، التي يحبها مسلمو العالم قاطبة، مواصلاً: دأبنا على استيراد الختمات، مفرطين بجمال تلاوات قرائنا العراقيين.

وتابع القارئ عامر الكاظمي: أجيد الترتيل على مقامات الحجاز والصبا والبيات بالطريقة البغدادية، التي يحبها العراقيون وغير العراقيين، بل يحبها أهل بيت محمد، إذ خاطب الإمام علي الرضا، الشاعر دعبل الخزاعي "إقرأ كلام الله كما ترتلونه في العراق" مشيراً الى أنه كان يقرأ بالطريقة المصرية: لكن شجعني أستاذنا الراحل علاء الدين القيسي، إجرائياً؛ فبعد أن تلوت بالمصرية، طلب مني على رؤوس الأشهاد القراءة بالطريقة البغدادية، ولما انتهيت حكمهم أي الطريقتين أفضل، فأجمعوا: العراقية، ومن ذاك اليوم احترفتها، وبيَّن الكاظمي: مقام السيكاه أؤدي به سورة آل عمران؛ لأن بناءه النغمي قائم على إنسيابية معانيها.

وأوضح الخبير عبد العباس الربيعي: آل عمران من السور الطويلة، تتعب القارئ في التنقل بين المقامات؛ لذلك ينتهج عامر الكاظمي، مقام السيكاه كمحطة لراحته هو وتنويع للمستمعين، ذاكراً: نستمع للقارئ الكاظمي بدقة متناهية وصولاً الى أن السامع لا يجد ثغرة إن شاء 

الله.

وألمح الخبير كريم ياسر: الحاج عامر الكاظمي صوت عراقي أصيل الجمال؛ أسميته "إيقونة العراق" مستطرداً: نعنى بمتابعة الأداء 

ودقائق الألفاظ ومخارج الحروف، التزاماً بثقافة اللفظ القرآني، متعاملين مع الحرف والكلمة وعلاقاتهما بالجملة؛ سعياً الى نتاج دقيق؛ بتوفيق من الرب.