مايا يزبك لـ «الصباح»: أتمنى زيارة بغداد لأغني للجمهور العراقي {يا حبيبي يا عيني}

منصة 2024/01/08
...

 بيروت: غفران حداد

مايا يزبك اللبنانية التي اشتهرت بأغنيتيها "بكرا رح بتسافر" و" يا حبيبي يا عيني" هي من أسرة فنية، حيث كان والدها الملحن الراحل جورج يزبك، وشقيقها باسم يزبك ضابط الإيقاع اللذان شكلت معهما ثلاثياً ناجحاً، ورغم اعتزالها وهي في وهج شهرتها إلا أن أعمالها الفنيّة القليلة ما زالت حيّة بين الجمهور، وتذاع في المحطات الإذاعية والتلفزيونية. حاورت "الصباح" يزبك هاتفيا عن أسباب غيابها وحلمها في زيارة بغداد:

 عندما نذكر اسم مايا يزبك سيرد إلى أذهان الجمهور اغنيتكِ الشهيرة "يا حبيبي ياعيني"، ما سر خلود هذه الأغنية رغم مرور أكثر من 40 عاماً على ظهورها؟

-هذه الأغنية ولدت في فرنسا، آنذاك عندما شكلنا ثلاثي فني مع والدي وأخي، وكنت وقتها أغني في باريس بعد أن هربنا من الحرب في لبنان "تنذكر ما تنعاد" وسر خلود هذه الأغنية جاء بالتأكيد بسبب كلماتها الجميلة "السهل الممتنع" ومن الحان والدي، إذ كان فيها الكثير من الفرح رغم الظروف الحزينة في حينها، وأنا تفاجأت بما أحدثت من ضجة كبيرة، وغناها الصغير والكبير،  وأيضا إيقاعها الذي كان يدفع الفتيات اللواتي يعشقن الرقص لممارسته.

  ما السبب وراء اعتزال الفن وأنت في ذروة نجاحاتكِ ونجوميتكِ؟
- اعتزلت الفن لأن اطفالي كانوا صغارا، وكثرة انشغال زوجي وسفره فهو يعمل مايسترو وعازف، وبعد ولادة البكر (لارا) اقترح عليّ أن أعتزل الفن، ووافقت وبقيت إلى جانب أطفالي لكن الفن ما زال في دمي لغاية الآن.

  بكل صراحة.. ألستِ نادمة لأنكِ اعتزلتِ الفن؟ وغادرت الساحة الفنية ربما لأصوات كثيرة ليست بمستوى موهبتكِ؟
-   في البداية لم اندم، ولكن مع مرور الوقت شعرت بالندم ولازلت أقول "ياريت لو بقيت أغني"، الندم موجود لكن لا ينفع، بصراحة ليست بعيني الشهرة والأضواء والسهرات الفنية، فانا امرأة (بيتوتيه) ولكن مع مرور الوقت كبروا أولادي وأصبح لدي فراغ كبير في حياتي، وصار بداخلي ندم على "لو أنني استمريت بالغناء إلى جانب تربية أولادي ورعايتهم". لكني حاليا أحاول العثور على شركة انتاج تقدر صوتي ومشواري، وفي حال ايجاد فريق محترف يشجعني على الغناء بأعمال فنية مميزة، فلن أمانع رغم مرور العمر، وتغير مستوى الأعمال الغنائية "لو أجد ذلك سأنطلق من جديد، لأنه لا يوجد لدي أي مانع".

  كُرمتِ مؤخرا ضمن مهرجان "الزمن الجميل" ماذا يعني لكِ ذلك؟
-في العام الماضي، وجهت لي دعوة لحضور مهرجان «الزمن الجميل» الذي استضافه كازينو لبنان، بتنظيم من الدكتور "هراتش ساغبازاريان"، وكان اسمي من ضمن المحتفى بهم، حيث كُرمت بعد هذه السنين الطويلة، وكان هدية جميلة من القدر وأسعدتني كثيراً، لأنها تعني لي الكثير، ولأني أنا في ذروة عطائي الفني اشتعلت الحرب وسافرت، وشهرتي كانت بأغنية أو أغنيتين، ومن ثم تركت المجال "لقد كنت محظوظة بتكرمي مع النجوم الكبار".

  قدمتِ البوم (مايا 2022) وكانت معظم الألحان لابنكِ الملحن باسم زوائدي، لماذا لم ينجح الالبوم رغم رصانة الكلمة واللحن، هل تمسككِ بأسلوب الفن الأصيل هو السبب؟
-  أنا قدمت الدعم لابني عبر كتابة الكلمات لألحانه، وطرحت الألبوم على "السوشيال ميديا" ليبقى ذكرى في حياتي، ولم ينجح لأنه لم أركز على الدعاية، ولم نتكلم عنه، "إذا كان العمل الفني اليوم من دون ترويج عنه، بالتأكيد لن يلاقي الصدى الكبير عند الجمهور".

  كيف ترين مستوى الأغنية اللبنانية والعربية وشهرة بعض الأعمال الهابطة، هل ذائقة الجمهور تغيرت؟ أم إن عصر الايقاع السريع و"السوشيال ميديا" هو السبب؟
-أذواق الناس تغيرت، والأغنية اللبنانية أصبحت تابعة للإيقاع السريع، والكثير من الكلام الهابط، وأيضا هناك فن لكل ذوق والجمهور الذي يتذوق الفن الأصيل ما زال موجودا، رغم تغيّر الزمن وتطوره، "لسوء الحظ هناك توسع للأعمال الهابطة، ولكن توجد أعمال جميلة بالتأكيد تعجبنا ونتابعها".

 لمن تحبذين السماع من أصوات عربية عراقية؟
- هناك المطربة رحمة رياض، وأيضا سيف نبيل، وأنا اتذوق الأغاني العراقيَّة وأتابعها بشكل مستمر.

   ماذا تعني لكِ بغداد؟ وهل يمكن أن نراكِ تغنين على أرض الرافدين لو وجهت لكِ دعوة فنية؟
 - بغداد مدينة الثقافة والجمال، وأمنية حياتي أن أزور العراق، ولو وجهت لي دعوة فنية للغناء في بغداد، فأكيد لن أمانع، وسأكون سعيدة جداً لأغني للجمهور العراقي، وهو شعب كريم ومضياف وخلوق. وأتمنى أن يهديني الزمن فرحة وأزور العراق الشقيق وختاماً أشكر جريدة "الصباح" على هذا اللقاء التي فكرت عبره بمحاورة الفنانين من "الزمن الجميل".