في ظل التّطوّر التكنولوجيّ.. المكتبات تشكو تراجع القرّاء

استراحة 2024/01/08
...

 بغداد: مقتدى أنور

آلاف العناوين بين قصص وأدب وثقافة وسياسة وتاريخ، مركونة في أدراج مئات المكتبات في شارع المتنبي ومناطق أخرى من بغداد، يقابلها عدد محدود من القراء يكاد لا يتجاوز عدد هذه الكتب.. في مؤشر واضح لتراجع القرّاء أمام المد التكنولوجيّ السريع. ورغم الانتشار الواسع للمكتبات الإلكترونية، وإمكانية الحصول على معظم الكتب بضغط زر من جهاز الكومبيوتر او الهاتف اللوحي، إلا أنّ ذلك لا يعوض متعة القراءة التقليدية.. هكذا تحدث أحد رواد شارع المتنبي (احمد عبد)، الذي أكد أنّه يرتاد المكتبات وباعة الكتب بشكل مستمر للبحث عن عناوين جديدة كما أنه لا يستعين بالمكتبات الإلكترونية ولا يحب أن يطالع فيها فالكتب الورقية لها طابع خاص عند القراءة، حسب وصفه.
شراء الكتب عادة قديمة، لدى الكاتب والصحفي ماجد طوفان، فهو يقتني الكتب على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، إضافة إلى الكتب المهداة من مؤلفيها، لكنه يرى في الوقت نفسه أن الكتاب الإلكتروني أصبح اليوم جزءا مهما في حياة الباحث والقارئ وأسباب العزوف عن القراءة لدى الأجيال الحالية ترجع إلى طبيعة الحياة والمتغيرات الكبيرة التي طرأت على العراق خلال العقدين الأخيرين، محذرا من "أنّ زمن القراءة يمر بمنعطف خطير، وعلى الشباب أن يلجأ إلى القراءة لأنها تشكل جزءا كبيرا من شخصيته".
رئيس الإتحاد العام للأدباء والكتاب، علي الفواز، يشدد على أهمية إيجاد سياسات جديدة لمواكبة التطور في عالم المكتبات، وتشجيع الشباب على القراءة، ومنها توزيع المكتبات في أماكن مناسبة في المدن العراقية والضواحي، بما يُسهّل الوصول إليها، وتجهيزها بالكتب الحديثة التي تُلبّي احتياجات القراء بمختلف توجهاتهم العلميّة والادبية والفكرية والفنيّة، واستحداث أنظمة إلكترونية مناسبة لتسهيل حصول الطالب على عناوين الكتب، إضافة إلى تحويل المكتبة العامة إلى مجال للتواصل والتفاعل.