محمد خميس فنان وعازف موسيقي على آلة الرق، بدأ مشواره منذ العام 1973 من خلال عزفه مع الكثير من المطربين والفنانين، واهمهم الفنان كاظم الساهر الذي انضم الى فرقته وأصبح جزءاً منها، ويعتبر خميس تجربة العزف مع القيصر تجربة فريدة ومتميزة،لان الانضمام لهذه الفرقة يجعل الموسيقي يتعرف اكثر على خبرته وعطائه الفني وتقديم افضل مالديه. ويستعد محمد خميس حاليا لتشكيل فرقة موسيقية إيقاعية خاصة به يوظف بها كل خبرته، من اجل تقديم نتاج موسيقي بحلة جديدة ومختلفة، “الصباح” التقت به من اجل الحديث عن مشواره الفني وعن اخر اعماله الفنية
الإعجاب الموسيقي
عن بداية نبوغه الفني يقول ان “في البدايات لم يكن من اسرتي من يعمل في مجال الموسيقى، حتى يكون قريباً مني واتعلم منه، لكن البداية كانت اعجاباً وسماعاً للموسيقى وخاصة
العربية منها”.
يضيف “بعدها صار هذا الاعجاب حقيقة بعد أن تيقنت ان انه قدري الاجمل، ومن خلال هذا المشوار اعتقد ان الاعجاب ومن ثم التعلم هو الطريق الصحيح لبناء موهبة حقيقية”.
آلة تاريخية
يعزف محمد خميس على آلة الرق وهي آلة لها جذور منذ العصر العباسي تعرف على كونها آلة إيقاعية ترافق في اكثر الأحيان اداء الموشحات الموسيقية،ويزيد عن هذه الآلة انها ترجع الى العصر العباسي المزدهر، وهي عراقية صرف وبوجود الازدهار الحضاري يعم الازدهار في جميع المجالات.
ويشير الى ان آلة الرق يكاد ان يكون تأثيرها في الموسيقى العراقية فقيراً الى حد ما، لكن بمرور الزمن صارت الحاجة لها مهمة في اداء الموشحات والصولوات التي ترافق الاغاني او القطع الموسيقية، الاختيار عليها جاء كونها من الآلات الإيقاعية الكاملة بالنسبة للاصوات
الإيقاعية.
كذلك انا لدي تعبير يصف هذه الآلة المهمة حيث اعتبرها ملح الموسيقى
العربية”
تجربة فريدة
تألق في مشواره الفني من خلال العزف مع الكثير من الاسماء المهمة في الساحة الغنائية، لكن قد تكون تجربته مع الفنان كاظم الساهر تجربة مهمة وفريدة حيث يوضح “ لقد عزفت مع الكثير من الفنانين ومنذ سنة 1973 في المناسبات والحفلات وتسجيل الاغاني، واخر شيء كان لي ان أكون ضمن الفرقة الموسيقية المصاحبة للفنان الكبير كاظم الساهر، بالحقيقة اعتبر هذه التجربة تختلف لان لدى الفنان كاظم الساهر فرقة موسيقية خاصة به، ما يجعل الموسيقي الذي يعمل معه والفرقة في وضع انسجام رائع واعطاء نتاج موسيقي مميز، والفرقة لها دور مهم في الاداء، كاظم الساهر ومع شهرته الواسعة مهد للموسيقي العراقي خاصة الذي يعمل معه الطريق للشهرة والتعرف على مستواه الموسيقي عند بقية الموسيقيين وبالذات العرب منهم، لابد ان نقول ومنذ شهرة الفنان كاظم الساهر بأنه سهل الطريق للكثير من الموسيقيين
والمشاهير اليوم”.
فهم الموسيقى
هنالك فرق كبير مابين الموسيقى الصرفة والموسيقى الغنائية ويوضح الفرق بينهما قائلاً “ البلدان العربية تمجد الشعر كوننا بلدان شعراء ولنا تأريخ كبير في انتاج شعراء بمستوى رائع
وكذلك لغتنا العربية لغة القرآن لها التأثير المباشر عند الفرد العربي، عكس الغرب الذي لديه اهتمام بالموسيقى الصرفة، لذلك نشاهد ان الموسيقى عندنا هي الغناء يعني مطرباً وفرقة موسيقية تؤدي لحناً وكلاماً، واستطيع القول ان الاقبال على الموسيقى الصرفة بدون غناء قليل بالنسبة للجمهور العراقي والعربي واقتصر على جمهورها النخبوي، اعتقد ان الاهتمام المتزايد في المؤسسات التعليمية اليوم في مجال الموسيقى سينمي نظرة الجمهور نحو الموسيقى ومعناها
الحقيقي”.
بصمة الموسيقي
وبخصوص روحية العازف يرى خميس “ ان لكل عازف بصمة لا تشبه بصمة عازف اخر في مجال الابداع الموسيقي، ايضا هناك تقليد اعمى وهذا لايخفى على الجمهور المتذوق والموسيقيين، بالضرورة يجب على الموسيقي ان يتحلى بفكر موسيقي هو يصنعه ليبقى متجدداً ومبدعاً دوماً، انا اصف الموسيقي المبدع مثل سبيكة الذهب فيها الكثير من المعادن لتكون هذا اللون الذي يعشقه الناس، والموسيقي هكذا يجب ان تكون لديه بصمة واضحة ومعروفة لدى الجمهور”.
خبرة السنين
عن نشاطه الفني وهل سيبقى مرافقا للعزف مع المطربين ام لديه مشروع اخر يقول “ نعم سيقف هذا النشاط وسأضع خبرة هذه السنين في تكوين مجموعة او فرقة إيقاعية خاصة بي تقدم نتاجاً موسيقياً بحلة جديدة لم يتطرق احد لها من قبل”.