بغداد: نوارة محمد
أسوة بالحراك العربي والدولي المتضامن مع الشعب الفلسطيني، تبنت مجموعة شبابيَّة عراقيَّة، حملة شعبيَّة لمقاطعة المنتجات التي تصنعها شركات تدعم إسرائيل في عدوانها على غزة. هذه الحملة التي تعد الأشد عزماً والأوسع تنظيماً اختارت لنفسها عبارة "قاطع" لتكون عنواناً عريضاً لمناصرة الشعب الفلسطيني في تصديه للعدوان الإسرائيلي، وعدت المجموعة نشاطها واجباً أخلاقياً وإنسانياً لا بُد من التقيد به في زمن خيانات الأنظمة الدوليَّة والعربيَّة. وعدت هذا الحراك صوتاً عالياً إزاء الصمت الحاصل على الإبادة التي تقترفها إسرائيل.
الباحث والأكاديمي عباس العطار وهو أحد أعضاء حملة "قاطع" قال في تصريح لـ"الصباح": "مع اشتداد الحرب على قطاع غزة وسقوط المزيد من الضحايا أيقنا أنَّ علينا فعل شيء وتحريك الإعلام لنصرة اخوتنا في فلسطين الأمر الذي دعانا لتنظيم هذه الحملة".
وأضاف "يهدف صُناع هذه الحملة الى جمع الأصوات المشُتتة التي تُدين جرائم الحرب الإسرائيليَّة ضد غزة ونشر حركة وعي قادرة على تعزيز وترسيخ مفهوم المقاطعة بين الجماهير العراقيَّة، لتكون مؤثرة في الاقتصاد العالمي الداعم للكيان الصهيوني".
ولفت الى أنَّ "معظم السلع والمنتجات التي تدعم إسرائيل لها بدائل محليَّة في السوق العراقيَّة، وتعدُّ هذه المقاطعة نوعاً من الاحتجاج على ما يحدث من جرائم ضد الإنسانيَّة".
تداول صُناع مبادرة "قاطع" التي نالت اهتماماً ودعماً جماهيرياً كبيرين منشورات في منصات التواصل الاجتماعي طالبوا فيها بمقاطعة المنتوجات التي تدعم إسرائيل كشكلٍ من أشكال الاحتجاج والتضامن السلميين وشكلوا مجموعة "واتسابيَّة" حملت اسم (عراقيون لدعم القضيَّة الفلسطينيَّة).
الى ذلك أشار الناشط المدني محمد الدعمي وهو أحد مؤسسي الحملة إلى أنَّ "حملة قاطع على الواتساب نالت اهتمام المئات من مختلف المحافظات الذين أخذوا على عاتقهم تلبية دعوة المقاطعة ما خلق وعياً شبابياً كبيراً في أنَّ أموالنا يجب ألا تذهب الى جيوب الصهاينة لكي يضربوا بها الشعب الفلسطيني".
وفي هذا السياق يبين الباحث في الشأن الاقتصادي الدكتور ميثم لعيبي لـ"الصباح" أنَّ حملات المقاطعة "تلعب دورين أساسيين في التأثير في الاقتصاد العالمي ودعم القضيَّة الفلسطينيَّة، مادياً ومعنوياً، لا سيما أنَّ غالبيَّة مالكي أسهم هذه الشركات العالميَّة الكبرى هم من اليهود، والضربة الأكبر التي يتلقونها هي انخفاض مستوى المبيعات الى نسبة 50 ٪ في بلدان العالم العربي الذين أسهموا في شن هذه الحملات".
ويضيف "الجانب المعنوي لا يقل شأناً عن الخسارة الفادحة التي تتلقاها هذه الشركات، وهو أيضاً ورقة ضغط أخرى ودعوة لمنظمات المجتمع الدولي لإيقاف العنف أو كمحاولة لإيصال رسالة الى العالم الغربي ودعوة الى التسوية". وأكد لعيبي "مما لا شك فيه أنَّ فلسطين بحاجة لمثل هذه الحملات والتضامن السلمي بحاجة لإيصال صوت وآراء الشعوب بشأن ما يجري للفلسطينيين".
"حرب بحجم التي تدور في غزة وحولها بحاجة لحربٍ موازية يشنها الإعلام العربي". هذا ما قاله الخبير السياسي ياسر السالم وتابع: "ترتبط غالبيَّة وسائل الإعلام العربيَّة بالأنظمة السياسيَّة وبعضها مُّطبع مع الكيان الصهيوني أو أنَّها تواجه ٍأزمات داخليَّة وخارجيَّة لذا فإنَّ التغطية لم تكن بمستوى الحدث وبمستوى حرب الإبادة التي يتعرض لها سكان غّزة، لا سيما أنَّ كثيراً من هذه المؤسسات الإعلاميَّة تظهر حياديتها علناً، ومن هنا برز دور الناشط المدني في منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث الذي يدعو لحملات المقاطعة والوقوف ضد الحرب وهذا الأمر ليس غريباً على شباب العراق أصحاب الغيرة والشهامة".