240 ألف قطعة بلاستيك في كل لترٍ من المياه المعبأة

علوم وتكنلوجيا 2024/01/11
...

 واشنطن: أ ف ب

تحتوي المياه المعبّأة في الزجاجات البلاستيك على ما يصل إلى 100 مرة من جزيئات بلاستيك أكثر مما كان يعتقد، وفق ما أظهرت دراسة نشرت الاثنين الفائت في مجلة "بروسيدينغز أوف ذي ناشونال أكاديمي أوف ساينسز".

باستخدام تقنية مبتكرة، أحصى العلماء 240 ألف قطعة بلاستيك في المتوسط في كل لترٍ من المياه، بعد اختبار على العديد من العلامات التجارية الشهيرة. وتثير هذه الدراسة تساؤلات حول التبعات المحتملة لذلك على الصحة.

وقال بيزان يان المؤلف المشارك في الدراسة "إذا كان الناس قلقين بشأن جزيئات البلاستيك النانويَّة الموجودة في المياه المعبأة، من الجيد أخذ بدائل في الاعتبار، مثل استخدام مياه الصنبور".

لكنَّه أضاف "لا ننصح بعدم شرب المياه المعبأة عند الضرورة لأنَّ خطر الجفاف قد يكون أكبر من التبعات المحتملة للتعرض لجزيئات البلاستيك النانوية".


جزيئات البلاستيك في كل مكان

وتثير جزيئات البلاستيك اهتماما متزايداً في السنوات الأخيرة، وهي موجودة في كل مكان على الكوكب.

ويبلغ حجم جزيئات البلاستيك الدقيقة أقل من خمسة آلاف ميكرومتر في حين أنَّ حجم جزيئات البلاستيك النانوية أقل من ميكرومتر.

وهي صغيرة جداً بحيث يمكنها دخول نظام الدم وبالتالي إلى الأعضاء، بما في ذلك الدماغ والقلب.

وما زالت البحوث بشأن تبعاتها على الأنظمة البيئية وصحة الإنسان محدودة، لكنَّ بعض الدراسات أظهرت آثاراً ضارة لها، على الجهاز التناسلي مثلاً.

وفي هذه الدراسة المنشورة، لجأ الباحثون إلى تقنية جديدة باستخدام الليزر.

وأجروا تجارب على ثلاث علامات تجارية لمياه شرب دون تحديدها. وقال أوضح بيزان يان "نعتقد أنَّ كل المياه المعبأة تحوي جزيئات بلاستيك نانوية، لذلك فإنَّ الإضاءة على بعض (الشركات) تعدُّ أمراً غير عادل".

وأظهرت النتائج أن كل ليتر من المياه يحتوي على ما بين 110 آلاف و370 ألف جزيئة، 90 % منها جزيئات نانويَّة، بينما البقية جزيئات دقيقة.

وكان النوع الأكثر شيوعا النايلون، على الأرجح من الفلاتر البلاستيك المستخدمة لتنقية المياه، يليه البولي إيثيلين تيريفثاليت الذي تصنع منه الزجاجات.


مادة الفثالات

وفي السياق قالت وكالة "بلومبرغ" الأميركيَّة إنَّ الجزيئات البلاستيكية تحتوي على مادة تسمى (الفثالات) تجعل البلاستيك أكثر مرونة ومتانة.

وأفادت الوكالة بأنَّه يمكن أن تحتوي زجاجة بلاستيكية بلتر واحد من الماء على نحو 240 ألف جزيء بلاستيكي. هذا الاستنتاج توصل إليه الكيميائيون في جامعة "كولومبيا" الأميركية.

وتمكّن العلماء، استناداً إلى تحليل زجاجات المياه من المتاجر الأميركيَّة من تحديد محتوى المواد البلاستيكية النانوية في الماء. وتحتوي الجزيئات على الفثالات، ما يجعل البلاستيك أكثر مرونة ومتانة. وحذر العلماء من أنَّ الفثالات هي مادة كيميائية خطيرة تعرقل إنتاج الهرمونات في جسم الإنسان وتتسبب 

في 100000 وفاة مبكرة في الولايات المتحدة.


البلاستيك النانوي

ويحذر العلماء من أنَّ "البلاستيك النانوي" يشكل خطرًا أكبر على صحة الإنسان من البلاسيتك الدقيق، لأنَّ جزيئاته صغيرة بما يكفي لاختراق الخلايا البشرية ودخول مجرى الدم وإتلاف الأعضاء".

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمواد البلاستيكية النانوية أنْ تخترق المشيمة إلى جسم الأطفال الذين لم يولدوا بعد. ووفقاً للدراسة، فإنَّ العلماء كانوا يشكون منذ فترة طويلة في وجود جزيئات البلاستيك في المياه المعبأة، لكنْ لم تكن لديهم التكنولوجيا اللازمة للتعرف على الجسيمات النانوية الفردية.

وابتكر مؤلفو الدراسة طريقة تحليل جديدة، كشفت نتائجها أنَّ 25 لترًا من الماء تحتوي على ما بين 110 آلاف إلى 370 ألف جزيء، 90 % منها عبارة عن مواد بلاستيكية نانوية. وفي الوقت نفسه، لاحظ العلماء أنه لم يتم الكشف عن نوعية بعض الجزيئات، أي أن المحتوى البلاستيكي قد يكون أكبر.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، بيزان يانغ: "في السابق، كانت مجرد منطقة مظلمة غير مستكشفة. وكانت أبحاث السمية تدور حول تخمين ما هو موجود هناك".

وأشار موقع "بلومبرغ" إلى أنَّه يتم إنتاج أكثر من 450 مليون طن من البلاستيك في جميع أنحاء العالم كل عام، وينتهي معظمها في مدافن النفايات. معظمها لا يتحلل بشكل طبيعي، ولكنه يتحلل إلى جزيئات صغيرة مع مرور الوقت. وعلى الرغم من أن التلوث البلاستيكي منتشر على الكوكب بشكل عام، إلا أن المياه المعبأة تحظى باهتمام خاص لدى العلماء، بسبب احتمال دخول الجزيئات إلى جسم الإنسان.