أربيل: رائد العكيلي

بعد أن شارف عمره الثمانين عاماً، يعتزل الفنان والمعماري خسرو الجاف أعمال النحت والعمارة، ويكرّس معظم وقته في صناعة القلادات والمصوغات الحجرية بأشكال والوان مختلفة، بعد مسيرة أدبية وفنية زاهرة، فقد ألف 98 كتابًا في الرواية والشعر والأدب والسياسة والعمارة، كما شيَّد لزوجته ضريحاً لم يسبقة أحد في الدنيا،عاش الليالي الملاح في قصور الشاه، فكحل عينيه بجمال الإيرانيات وروعة الفن، نحت على قمة جبل شاهق في كردستان نصب الشهيد الكردي، فزاوج بين سمو الشهادة وشموخ الجبال، وبعد إجرائه عملية جراحية للقلب منعه الأطباء من بذل أي جهود، هذا ما اضطره إلى تحويل ورشة النحت الى متحف ومكتبة كبيرة، ضمت آلاف الكتب والمؤلفات، إضافة الى التحف والأكسسوارات التراثية والمنحوتات المعمارية النادرة وشهادات ودروع فخرية نالها خلال مسيرة حياته، وقال خسرو في حديث لـ”الصباح” رفضت طلب الملك حسين، الذي أراد شراء سيارة الملك فيصل الثاني مني بمبلغ 200 الف دولار، كونها ثروة تأريخية لا يحق لي بيعها، ولا إهداءها، فكان أحد أحلامي أن اقتني هذه السيارة، وانا أراها في معرض السيارات الملكية في حدائق الزوراء، عندما كنت أدرس وأنا طالب في ثانوية الكرخ، وبعد عدة محاولات استطعت شراءها من إحدى الشخصيات المقرّبة من عدي صدام، بمبلغ 37 ألف دولار في ذلك الوقت، من أجمل الأعمال الفنية التشكيلية للفنان خسرو الجاف، والتي صممها بطريقته وأسلوب خاص به، هو التنين الذهبي (الدراكون)، الذي وضع نصبه في بوابة بارك شاندر في مدينة أربيل، والذي يتألف من 1230 قطعة حديدية مختلفة الأحجام والقياسات.