روديارد كبلنك*
ترجمة: د. عذراء ناصر
إذا كنت تستطيع أن تبقي على رأسك بينما يخسر الجميع رؤوسهم
حولك ويلومونك على ذلك،
إذا كان بإمكانك أن تثق بنفسك عندما يشكك بك الجميع،
وأن تترك في نفسك مساحة لشكوكهم أيضًا؛
إذا كنت تستطيع الانتظار دون أن تتعب،
أو أن يكذب ويفترى عليك، فلا تتعامل بالكذب،
أو أن تكون مكروهًا، و لا تفسح مجالاً للكراهية،
ومع هذا، لا تظهر انيقاً جداً، أو حكيما جداً.
إذا كنت تستطيع أن تحلم، دون أن تجعل الأحلام دليلك،
إذا كنت تستطيع التفكير، وأن لا تجعل الأفكار هدفاً لك؛
إذا استطعت أن تقابل النصر والكارثة
وأن تتعامل مع هذين المحتالين على حد سواء؛
إذا كنت تستطيع أن تتحمل سماع التواء الحقيقة التي نطقتها
على لسان الأشرار لتكون فخًا للحمقى،
أو أن تشاهد الأشياء التي وهبت حياتك من أجلها، مكسورة،
فتنحنى وتعيد بناءها بأدوات بالية:
إذا كان بإمكانك جمع كل مكاسبك في كومة
وأن تقامر بها مرة واحدة ،
وأن تخسر، وتبدأ من جديد من حيث بداياتك
دون أن تنطق بكلمة واحدة عن خسارتك؛
إذا كنت تستطيع أن تمسك قلبك وأعصابك وبأسك
لتحفظ ذكرك لفترة طويلة بعد رحيلهم،
وأن تتمسك بذلك عندما لا يتبقى فيك شيء
إلا إرادتك التي تقول لك: «تماسك!»
إذا استطعت أن تتكلم مع الحشود وأن تحافظ على فضيلتك،
أو أن تمشي مع الملوك، دون أن تفقد فطرتك،
إذا لم يستطع الأعداء أو الأصدقاء المحبون إيذاءك،
وإذا كان الجميع يحسبون عليك، وأن لا يكونوا كثر؛
إذا كنت تستطيع ملأ دقيقة لا تهادن،
بمسافة ستين ثانية من الجري،
فلك الأرض وكل ما فيها
والأكثر من ذلك أنك ستصبح رجلاً يا بني!
*شاعر بريطاني
AChoice of Kipling›s Verse (1943)