نساء يقبلن على إقامة حفلات الطلاق

منصة 2024/01/17
...

  بغداد: نوارة محمد 

على نطاق محدود بدأت في المجتمع المخملي البغدادي تنتشر حفلات طلاق تشبه التي تقام عند الزواج، أو في الاحتفالات الصغيرة على الرغم من أنها فكرة لا تلقى رواجا بالكامل وترفض في الغالب من عموم أفراد المجتمع العراقي، إلا انها تظهر هنا وهناك بين الأثرياء الجدد وفي العلاقات الشبابية كمتنفس لظروف غير سليمة سادت منظومة الزواج وأدت إلى الانفصال.

تقول أفراح شوقي القيسي إن "هذه الثقافة الحداثوية تفرض هيمنتها". 

وتعتقد أن أساسها التحرر لا الانتقام.  

وتضيف أن "هذه الأفكار حديثة صار تبناها الجيل الجديد، برغم من أنها قد تبدو غريبة وصعبة على أمهاتنا اللواتي يَعّدن الطلاق أمرا غاية في الحزن وخيبة الأمل." 

وتتابع القيسي وهي ناشطة وصحفية أن "الأفكار التي شكلتها منظومة التحرر لا تقف عند انفصال، أو نهاية مؤسسة الشراكة، بل على العكس من ذلك، فقد سادت خطابات صناعة الأقدار الجديدة وثورة الوعي، التي أدت الى إعادة تأهيل المجتمع ووضع قوانين جديدة تلك التي لا تتناسب مع هيمنة الأعراف والتقاليد المجتمعية".

 ويرى كثيرون أن هذا السلوك المنتشر، والذي تسلل إلى المجتمعات العربية مجرد موضة عابرة، وهو أيضا ليس سوى تحجيم المرأة وقولبتها، من ضمن أِطر ساذجة هدفها الانتقام واستعادة الحرية. 

وإن تحويل الطلاق وهو نهاية العِشرة إلى سعادة وفرحة عارمة فكرة في غاية "السُخف"، وهو يضع المرأة في زاوية ساذجة هدفها الانتقام والثأر، واظهار عكس ما تشعر به خلال الأزمات المتراكمة، والمشكلات النفسية التي عانت منها بعد الخروج من هذه التجربة 

القاسية."

من جهتها، تصف سحر محمد ذلك بالخطوة الجريئة والسريعة للوصول لمرحلة "التشافي من سُم هذه العلاقة القاتلة"، كما أنها مناسبة جيدة لاسترجاع المرأة المطلقة كرامتها المهدورة.

وتعتقد أن مراسم الاحتفال بالطلاق لا تقل أهمية عن الاحتفال بالزواج، كما تقول: فعدا هذا وذاك هو محاولة جيدة لتخفيف العبء النفسي وتخفيف صدمة ما بعد هذه التجربة، وتضيف إننا "بحاجة لدعم الأصدقاء والمحبين والأسرة للوقوف مجُدداً، والإعلان عن بداية أخرى، وأظن هذه التجمع يتيح هذه الفرصة". 

وتدعو سحر محمد، وهي محامية، المُطلقات الى الوقوف بوجه العُرف التقليدي.  في سياق متصل، وتحت عنوان "حفلات الطلاق" يعرض متعهدو الحفلات خدماتهم في إجراء يخفي كثيراً من الأسى والمعاناة مع بداية هذه الفكرة التي تبناها "هيروكي تيراي" وهو أول متعهد ياباني لحفلات الطلاق. 

توضح المستشارة الأسرية والتربوية والنفسية الدكتورة نهلة النداوي أنه "بات وجود الفتيات المطلقات تحت سن العشرين في العراق أمرا طبيعيا، وبدعم من العائلة تحصل الفتيات على حقوقهن كافة، الأمر الذي يجعل المطلقة تحظى بنوع من تخفيف الألم النفسي والتشتت والضياع، وقُدرة على مواجهة المجتمع". 

علميا تشير هذه الخطوة، بحسب النداوي، محاولة لإخفاء مشاعر الحزن والغضب، وهي أيضا تعبر عن غيض الطرف الذي أقدم على هذه الخطوة، ولذلك نرى في العديد من مقاطع الفيديو والصور إن الاحتفال طرقه لا تليق بمؤسسة الزواج، كأن "توضع عبارات مستفزة وجمل سطحية على قوالب الكعك والصور المطبوعة". 

أما هبة وليد، 26 عاماً، فتقول: أريد التعبير عن مدى سعادتي بخلاصي من أشد أنواع العنف الجسدي والنفسي الذي مارسه عليّ طليقي، كي لا يحدث هذا الانفصال.

وتضيف: لقد جاء قرار المحكمة بعد تقديمي للطلب ودعوة قضائية منذ أكثر من عام ونصف العام، إلا يستحق ذلك إقامة حفلا بسيطا!.