في أجواء وديَّة، اجتمع شباب من مختلف المحافظات بساحة "شاندر" وسط أربيل لإحياء أمسيات رمضانيَّة تهدفُ الى نشر قيم الإسلام وروح التسامح بين النازحين المتواجدين في أربيل، تضمنت الفعاليات التي أقيمت داخل خيمة منذ أربع سنوات لعبة المحيبس، الصينيَّة الكرديَّة، فضلاً عن دبكات تركمانيَّة وعربيَّة وكرديَّة، سعياً لمحاربة العنصريَّة والطائفيَّة بين القوميات.
الإعلامي شاخوان صباح (صاحب الفكرة) تحدث لـ"لصباح" قائلاً: إنَّ "الهدف الرئيس من هذه الخيمة هو ترسيخ التعايش السلمي بين أبناء المحافظات العراقيَّة من الشمال الى الجنوب، لا سيما العائلات المهجرة الى أربيل لإرسال رسالة مفادها أنَّ هذه الخيمة هي وطنٌ مصغرٌ يجمعنا ونتشارك به أحلامنا قبل همومنا متحدثين بمختلف اللغات والثقافات، لا سيما التي تخص عاداتنا وتقاليدنا التي ما زلت تروى لنا من خلال أجدادنا المحبين لوطنهم والمخلصين لأرضهم فكل محافظة من العراق هي ينبوعٌ من التراث العراقي الأصيل".
"المحيبس" من أبرز الألعاب الشعبيَّة التقليديَّة التي تتنافس عليها الفرق المتواجدة منذ أربع سنوات والتي بدورها تثيرُ الحماسة والتشويق لدى الحاضرين بسبب ما تشهده من طقوسٍ خاصَّة، فمن خلال هذا التجمع يتحدى صباح الإرهاب ويكسر شوكتهم.
أما هيمن المعروف بـ"كاكا سعيد" (أحد المساهمين في إحياء تلك الأمسيات)، فقد عبَّر عن سعادته وهو يصفُ أجواء تلك الخيمة وما يغمرها من فرح وضحكات الشباب المبشرة بأملٍ مقبلٍ وسلام يعمُّ عراقاً عانى جراحاً ونزف من ويلات العداء، مبيناً أنَّ "وجود مختلف الطوائف في هذا المكان هو تأكيدٌ قويٌّ على العلاقة الخاصة والمتينة التي تربطنا ببعض والتي تستندُ على القيم المثلى والمبادئ الإنسانيَّة المشتركة التي يتحلى بها الفرد العراقي أينما وجد".
من جانبه، لفت أمير حسن حيران إلى أنَّ "أجمل ما في هذا التجمع أنه يفتح نافذة للتعارف على بعضنا البعض وتسمح بنشوء صداقات بين اللاعبين في الفرق المتنافسة.. فالفعاليات التي تقدم ممتعة ومثيرة للحماس، فهي تخلق جواً من التآخي والمحبة يعكس روح التلاحم بين العراقيين".